خريبكة : منتدى الافاق للثقافة والتنمية يحط الرحال بالكلية المتعددة التخصصات ضمن الحملات التحسيسية * لا للمخدرات

منتدى الافاق للثقافة والتنمية يحط الرحال بالكلية المتعددة التخصصات ضمن الحملات التحسيسية * لا للمخدرات ”

ضمن سلسلة من الحملات التحسيسية للوقاية من المخدرات، والتي شملت عددا من المؤسسات التعليمية وكدا المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية ، حطت قافلة منتدى الافاق للثقافة والتنمية رحالها يوم الجمعة 9 دجنبر 2022 بالكلية المتعددة التخصصات بخريبكة ، من أجل خلق تواصل فعال مع الطلبة وفتح مجال للحوار حول موضوع “المخدرات” التي اكتسحت بشكل متزايد دون هوادة صفوف التلاميذ والطلبة، آملين في تحقيق الهدف الذي نصبو إليه كمنتدى في الحد من هذه الظاهرة وأخطارها على المجتمع.
افتتحت هذه الندوة الصباحية بآيات بينات من الذكر الحكيم تلاها على مسامع الحضور الطالب نبيل بلاجي ، ثم تحية العلم، لتنطلق بعدها أشغال الندوة بكلمة ترحيبية من السيدة ياسمين الحاج رئيسة منتدى الأفاق للثقافة والتنمية اكدت على ضرورة التحسيس والتوعية بمخاطر للمخدرات ، وكلمة للسيد خالد السبيعي نائب عميد الكلية متعددة التخصصات بخريبكة الذي رحب بالضيوف الكرام ونوه بأهمية مثل هذه المبادرات الجمعوية التي تلج المؤسسات التعليمية بهدف التوعية والتحسيس، ثم كلمة الاستاذة سعاد الشويتر ممثلة المجلس العلمي المحلي ، التي أكدت بأن المخدرات امر اضحى انتشارها واحداً من أهم مهددات الانسان , ولقد قطع الشرع اولا والعلم ثانيا بمخاطر المخدرات … حتي صارت أكبر مهدد لامننا الروحي والاخلاقي وامننا الفكري والعلمي .. وامننا النفسي والاجتماعي وامننا الاقتصادي وامننا السياسي واضحي الانسان الذي استخلفة الله لعمارة الارض في خطر عظيم منها …واضافت ،لقد اتفق العلماء على حرمة تناول ما يؤثر على العقل من المواد والعقاقـير المخدرة ، وعلى ذلك يحرم تعاطيها بأي صورة من الصور سواء كان بطريق الأكل أو الشراب أو التدخين أو السعوط أو الحقن بعد إذابتها.
ثم مداخلة الدكتورة بثينة الناصري بالمصحة التابعة للمجمع الشريف للفوسفاط تناولت فيها الأضرار الناجمة عن التدخين والتي تتضمن أضرارا بالجهاز التنفسي مثل التهاب الشعب الهوائية الحادة، والمزمنة، وسرطان الرئة، وأضرارا بالجهاز الهضمي منها فقدان الشهية، التهاب وقرحة المعدة وسرطان القولون، بالإضافة إلى أضرار أخرى على الجهازين الدوري والتناسلي وعلى الأم الحامل وجنينها، وأوضح أن الدراسات قد أثبتت أن تدخين كل سيجارة يقصر من عمر المدخن خمس دقائق.أما عن الإدمان، فأوضحت الناصري أنه يزيد في الآثار الجانبية والمضاعفات عن التدخين، أهمها تأثيره على الجهاز العصبي، حيث إن المدمن دائما ما يكون محبطا وناقما على المجتمع المحيط، منعزلا، ضعيفا، عدوانيا ليس لديه ثبات انفعالي وفي كثير من الأحيان يصدر منه أفعال لا يرضاها الدين، ولا المجتمع مثل العدوان على الآخرين، السرقة بدافع شراء المخدر الذي يتعاطاه، عقوق الوالدين، ترك الدراسة وقد يصل به الحال إلى الانتحار.
ثم مداخلة الاستاذ يوسف الشيخ النائب الاول للوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بخريبكة ورئيس الخلية الجهوية للعنف ضد النساء ، الذي نوه بهذه الحملات التحسيسية . واكد ان المشرع المغربي كمثيله من المشرعين بهذه الظاهرة مند بداية هدا القرن فاتجه إلى مكافحتها كفاحا هينا نظرا لوجوده مع القوى الاستعمارية ، التي عملت بشكل مباشر على انتشار و تركيز زراعته و تعاطي النباتات المخدرة و على رأسها مادة الكيف في العادات و التقاليد الاجتماعية للمجتمع المغربي ثم أخد يتشدد تدريجيا في العقاب عليها و دلك لشدة و طأتها وتزايد انتشارها حيث أضحت هده المشكلة تشكل وصفا لا يستهان به داخل المجتمع المغربي، لما أدركت ما يشكله استمرار الوضع من مخاطر مؤكدة على مستقبل البلاد ككل لا من الناحية الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية ،كما وضح الاستاذ الشيخ ان جريمة الاتجار في المخدرات تتحقق كلما كان قصد الفاعل من حيازتها هو تقديمها للغير بمقابل سواء حصل على المقابل بصورة فعلية أم لم يحصل عليه، كمن يعرض على الزبناء قطعا صغيرة من أجل تذوقها مثلا.
والجريمة تتحقق سواء كان المقابل نقدا أو القيام بعمل أو تقديم منفعة. و الجريمة تتحقق بصرف النظر عما إدا كان الاتجار في المخدرات هو النشــاط الوحيد الذي يقوم بـــــه الجاني أو له أنشطة أخرى يقوم بها بالإضافة إليه، كأن يكون صانعا أو مستخدما أو موظفا. وبعبارة أخرى يستوي في تحقيق الفعل الجرمي أن يكون الاتجار في المخدرات هو الحرفة الرئيسية أو الثانوية للجاني .
واضاف الشيخ ، لقد عاقب المشرع المغربي على الاتجار غير المشروع في المخدرات المادة الأولى من ظهير 21/5/1974م وذلك بالنسبة للأفعال الصادرة عن الأشخاص المرخص لهم بالمخدرات لأسباب إنسانية وطبية كالأطباء ، وفي المادة الثانية بالنسبة لأفعال الترويج الغير المشروع التي يرتكبها عامة الناس. و الاتجار بالمخدرات واقعة مادية يستقل في تقديرها قاضي الموضوع ،واختتم الاستاذ الشيخ بان الكل مسؤول بما فيهم القاصرين (الاحداث) سواء في التعاطي ،او التحريض او المتاجرة .
وثم مداخلة العميد حكيمة عدناني حول المقاربة الامنية للافات والظواهر المجتمعية المرتبطة بالمخدرات خاصة بالوسط الجامعي ، كالتعاطي والإدمان على المخدرات التي ترتبط بشكل وثيق بظاهرة العنف المدرسي والعنف والشغب الرياضي، وأيضا التوعية ضد هذه الآفة.واكدن عن مرتكزات تعزيز الثقة بالنفس لدى الطلبة كرجال الغد ، وأهم المقومات التي تدفع بالشخص إلى الاعتزاز بذاته وثقته بنفسه، بالإضافة إلى التحسيس والتوعية بقيم المواطنة (المساواة والعدل والإنصاف والتسامح…)
وشهد مدرج الكلية خلال هذه الندوة العلمية مداخلات قيمة ونقاشات جدية ،بعد أن أدلى كل المتدخلين في هذه بدلوه، كل واحد حسب تخصصه ومقاربته الوقائية أو العلاجية أوالزجرية، جاء دور الطلبة والطالبات ، ليقولوا كلمتهم، فكانت مداخلاتهم جريئة وصريحة وواقعية لحد بعيد، وكلها كانت تؤكد على خطورة ظاهرة الإدمان على المخدرات على الفرد وعلى المجتمع، وتدعو لوجوب تكثيف الجهود لمحاربة هذه الآفة.

هذا وتستمر فعاليات الدورة الثالثة للحملات التحسيسية “لا للمخدرات” بالمؤسسات التعليمية بخريبكة خلال الأسابيع المتبقية من هذا العام، ويرتقب أن تحتضن الخزانة الوسائطية الحفل الختامي لهذه النسخة يوم 30 دجنبر 2022.

.