
ولد العلامة محمد السموني الشرقاوي سنة 1899 بمدينة أبي الجعد التي تبعد جنوبا عن مدينة الدارالبيضاء ب170 كلم وترعرع في بيئة أسسها جده الولي الصالح أبو عبيد الله محمدالشرقي الذي عرف بالورع والعلم والتصوف، حيث أَنشأ ما سمي فيما بعد بالزاوية الشرقاوية (القرن 10ه/16م) و التي أشرف على استمراريتها أبناؤه و أحفاده وجعلوها منارة للتعلم والتدين يحج إليها طالبو العلم من مختلف المدن المحيطة بأبي الجعد.
حفظ القرآن ودرس الفقه والتفسير والسيرة وبعد ذلك توجه إلى فاس حيث التحق بالقرويين أقدم جامعة في العالم و حصل على العالمية وهي أعلى شهادة في ذلك العصر. بعد عودته إلى مسقط رأسه، شرع في التدريس في المساجد بعد صلاة الفجر وبين العشائين وهكذا استطاع أن يكون من طلبته نواة لهيئة التدريس في المؤسسة التي راودت حلمه لإنشاء أول مدرسة عربية تنافس مدارس المستعمر الفرنسي وتزرع روح الوطنية و التضحية في شباب المدينة للمطالبة بالإستقلال.
وفعلا إكترى منزلا استعملت غرفه أقساما بدون طاولات و لا كراسي و مع الوقت تعددت هذه الدور وتم تجهيزها إلى أن تمكن من الشروع في بناء مدرسة على أرض تبرع بها أحد الميسورين وشارك في هذه العملية لجنة خاصة قامت باكتتاب ساهمت فيه ساكنة المدينة وهكذا بعد ما كان مستوى التعليم يتوقف عند الشهادة الإبتدائية أصبح بإمكان التلاميذ الحصول على الشهادة الإعدادية حيث تخرج العديد من الشباب الذين عملوا كأطر في دواليب الدولة.
وبعد صراع مع المرض، أسلم روحه إلى بارئها في 4 ماي 1962.