بني عياط : شكري يؤكد ان ما قام به اليوتوبرز بنسنس دعوة لتخريب المعالم التاريخية ووجب تشديد العقوبة

0
pub top

أشعل اليوتوبر بن نسنس موجة من الجدل والغضب في صفوف المغاربة المهتمين بالثقافة والتراث ، بعد نشره فيديو يدعي فيه اكتشاف كنز أثري خلف جدار قديم داخل قصر الجنرال البشير البوهالي التاريخي ببني عياط اقليم أزيلال ، الفيديو، حقق نسبة مشاهدات عالية ،حيث يوثق لحظة كسر الجدار بأدوات يدوية واستخراج أوان معدنية قال إنها فرعونية، وتضم مواد مزعومة مثل الزئبق الأحمر وذهب قديم.
وعلى اثر هذا الحادث استضفنا السيد محمد شكري المحافظ الجهوي للتراث الثقافي بجهة بني ملال خنيفرة.

السيد شكري كيف تلقيتم هذا الخبر او هذا الفيديو وما الإجراء الذي اتخذتموه امام هذا التخريب ؟
يجب الإشارة إلى أن عملية التمثيل والتلفيق التي قام بها اليوتوبر أيوب البوراحي تمت بدار القايد البشير : قائد قبيلة بني عياط على عهد الحماية الفرنسية، وهو قائد ابن القبيلة المذكورة ينتمي لأسرة امازيغية عرفت بوفائها للعرش العلوي والدود عن كرامة البلد، والجنرال البوهالي هو أحد أبناء القايد البشير صاحب الدار والقصر موضوع الاعتداء الذي قام به المدعو أيوب البوراحي،
يعد هذا القصر نموذجا للعمارة التقليدية التي شيدها قواد المغرب بربوع المملكة، ظمت هذه الدار أجنحة مختلفة خاصة بالعائلة والضيوف والحكم والمخازن، وجائت على نمط معماري يزاوج بين الأشكال الهندسية الامازيغية والمغربية الإسلامية.

ما هي التدابير التي تتخذها المحافظة الجهوية من اجل الحفاظ على التراث ؟
يعد ماقام به البوراحي اعتداء على ملك عقاري خاص وتراث معماري أصيل وعمل التخريب هذا موثق بتصوير سمعي بصري تم تداوله عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، ويصور هذا الشخص نفسه داخل القصر الذي نسبه للجنرال البوهالي لاضفاء شهرة واسعة لفعله متناسيا اسائته لشخص ضحى بالنفس من أجل سلامة هذا البلد.
اما محتوى الكنز المزعوم فهي نسخ لبرديات رخيصة تباع للسياح بمصر كما في عديد من البلدان، ونسخ لمجسمات عديمة القيمة، لا قيمة لها كما تبدو من معاينة اولية لشكلها من خلال الفيديو.

الا ترى ان هذا العمل الذي نعتبره اجرامي سيدفع الشباب المراهق والمغامر إلى استهداف مواقع أثرية غير محمية، ما يشكل خطرا كبيرا على التراث الوطني؟
ان ماقام به البوراحي اقتحام لعقار خاص واعتداء بالتخريب لزليج من بدايات القرن العشرين، والادهى من كل هذا ان فعله تشجيع ودعوة لتخريب المعالم المعمارية من أجل استخراج الكنوز وهو الفعل الجرمي الذي يعاقب عليه القانون، وفعل غير الأخلاقي الذي يعد سرقة موصوفة اعتبارا لكون الكنوز تراث وملك لأصحابها وللدولة ومن خلالها فهو ملك للشعب المغربي.

.ماهي المقاربة التي انتهجتها المحافظة الجهوية للتراث بهذا الخصوص؟
تمت معاينة عملية التخريب واتضح من خلالها تلفيق العثور على الكنز إذ تم الحفر بالسور من واجهتين، تم حفر الحائط من الجهة المعاكسة للزليج حفرة واسعة وضع بها الكنز المزعوم، وتمت عملية الحفر قبالتها على الزليج لخلق مشاهدة اكتشاف الكنز.
وبمعاينة ميدانية تاكد لنا فعل الحفر والتخريب كما هو وارد في شريط السمع البصري المذكور والمذاع بوسائل التواصل الاجتماعي, وهو بذلك جرم ثابت فعله ما يخالف قوانين المعلوم بها في مجال الحفاظ على الموروث الثقافي: المخالفة المنصوص عليها في الفصل 45 من القانون رقم 80.22 المتعلق بالمحافظه على المباني التاريخيه والمناظر والكتابات المنقوشة والتحف الفنية والعاديات التي يحظر على اي شخص القيام باعمال الحفر والبحث في الارض والبحر بهدف استكشاف مباني او منقولات ذات اهمية تاريخية او اثريه او انتروبولوجية او علمية ، دون الحصول على ترخيص مسبق.

كيف يمكن الحفاظ على هذه المآثر التاريخية والاستفادة منها في مسلسل التنمية المحلية ؟
يجب تشديد العقوبات ضد مرتكبي هذه الأفعال وتشديد العقوبات في حال العود ، وهذه المناسبة للتوعية بأهمية التراث المعماري والتراث المنقول والتحسيس بخطورة إتلاف التراث المنقول المتمثل في التحف والعملات التاريخية التي تعد تشريفا جليلا للحضارة والثقافة الجهوية والوطنية
تجب الإشارة إلى أن عديدا من المواقع تتعرض لأعمال حفر بحثا عن الكنوز وليست هذه بظاهرة جديدة، كلما أثير النقاش بخصوص هذا الموضوع الا واتحفك الناس بروايات مختلفة، ولذاك نجد الضرورة ملحة لتشديد الرقابة على آليات البحث عن المعادن النفيسة وتسويقها.
وقد تأكد لدينا متابعة المعني بأمر التخريب من قبل ذوي الحقوق ورثة القايد البشير بتهم مختلفة

حاورته ياسمين الحاج.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.