
فاس /إدريس العادل
ع.البوعناني.
اجمع المشاركون في المائدة المستديرة علىى ضرورة ربط عقول وكفاءات مغاربة العالم بالهوية الوطنية ،ووضع استراتيجيات لتحقيق الغايات المنشودة من خلال الاستفادة من هذه العقول والكفاءات المهاجرة في مختلف دول العالم .
واضافوا ، خلال المائد.ة المستديرة التي نظمتها جمعية فاس سايس يوم السبت الاخير بقصر المؤتمرات بفاس بشراكة مع منظمة المجتمع المدني الدولية،والمجلس المغربي للشؤون الخارجية ،بضرورة ربط تلك العقول والكفاءات والاستفادة منها في مجالات البحث العلمي ،والتعليم العالي ،ومراكز الدراسات والبحوث..
والاستفادة من خبراتها وتشجيعها على الاستثمار في وطنها الام بمناسبة اليوم الوطني للمهاجر الذي يجب ان يشكل التقائية بين مختلف القطاعات الادارية والمالية ببلادنا.
كما اكدوا على دعم الثقافة الوطنية بكل تجلياتها،وبمرجعياتها التاريخية ،والجغرافية،والهوية المغربية المتنوعة.وانشاء مرصد وطني متخصص في تتبع ورصد وتحليل نزيف الأدمغة ،وانشاء شبكات قطاعية لذكاء مغربي عالمي في التكنولوجيا، والطاقة،والامن السيبيراني،والاقتصاد الاخضر ،والطب ،تشتغل كمنصات دائمة للاستشارة ،والشراكة والاستثمار.
كما دعوا الوزارات والمؤسسات البحثية الى الانخراط في عقد مؤتمر دولي حول استفادة المملكة المغربية من عقول ابنائها المهاجرين.
الندوة التي حضرتها شخصيات وازنة من برلمانيين و مثقفين واعلاميين وممثلي المجتمع المدني ،اطرها مجموعة من الباحثين والمتخصصين،بعد الكلمة التقديمية التي القاها رئيس منظمة المجتمع المدني الدولية حول قيم المواطنة والتنمية والحوار الدكتور مصطفى الزباخ المقرر العام لأكاديمية المملكة المغربية ، حول موضوع : استراتيجيات العقول المهاجرة المغربية : التجليات والاستشرافات،
وتناول الدكتور حميد بوادر موضوع الكفاءات والادمغة المغربية المهاجرة بين اسئلة الانتماء والولاء الهواياتي ،ومقاربات الإدماج للاستثمار في المشروع التنموي الجديد .
اما الدكتور الحسن عبيابة ،الوزير السابق لوزارة الاتصال ،ناقش في مداخلته الثقافة الوطنية ودورها في تنمية المواطنة على اعتبار أن الثقافة هي بطاقة تعريف لكل دولة ،ولها ادوار أساسية في المجتمع لعل أهمها تنمية الحس الوطني وفق معايير واساليب إبداعية وثقافية ترسخ الهوية والموروث الثقافي والقيم المشتركة،والارتباط بها اشد الارتباط داخل او خارج الوطن ..
الدكتور محمد بوزلافة عميد كلية الحقوق بفاس ، عضو ومقرر لجنة جائزة المجتمع المدني لدورة 2024 ،تطرق بالتدقيق الى ضرورة المراجعة المؤسساتية والتشريعية ،باعتبارها المدخل الاساس للاستفادة من الكفاءات المهاجرة وبين من خلال سرد عدة تجارب دولية ملموسة.
وأشار إلى التحولات العميقة التي تشهدها المملكة منذ 26سنة خلت ،والتي لا تزال بحاجة إلى تعبئة كافة الطاقات الوطنية وفي مقدمتها الطاقات والكفاءات بالخارج والتي أكد عليها لأكثر من مناسبة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
واضاف ، بأن ذلك يتطلب وضع استراتيجية متكاملة تشارك فيها كل القطاعات الحكومية مع توفير الإمكانات المادية و اللوجيستيكية اللازمة.مع مراجعة تشريعية ومؤسساتية شاملة (القانون المتعلق بالجمعيات،قانون الاستثمار، قانون الجنسية،وغيرها ..).
من جانبه تطرق الدكتور محمد السنوسي إلى موضوع يتعلق ب: “من هروب الأدمغة الى استثمارها ”
وتحدث الدكتور عبد النبي السباعي الكاتب العام لجامعة سيدي محمد بنعبد الله ،كاتب عام جمعية فاس سايس ،في موضوع يتعلق باستراتيجيات تعبئة الكفاءات الصحية المغربية والعربية:نحو نموذج جديد للهجرة المنتجة.
وخلال هذا الملتقى الهام ،تم الاعلان عن ان مدينة فاس ستكون عاصمة للمجتمع المدني لسنة 2026 .
وجاءت هذه المائدة المستديرة ،في إطار انفتاح المؤسسات على النقاش العمومي وتكريس ثقافة الحوار حول قضايا الهجرة والكفاءات،بمشاركة نخبة من الأساتذة والخبراء المتخصصين في مجالات الفكر، والقانون، والثقافة، والصحة والسياسات العمومية.
وللتذكير فإن اللقاء سلط الضوء على السبل الممكنة لتعبئة الكفاءات المهاجرة وتثمين مساهمتها في التنمية الوطنية والعالم العربي، من خلال تلك المداخلات العلمية والتحليلية التي اغنت النقاش وفتحت آفاقاً جديدة للتعاون والاستثمار في العقول الوطنية ، ووضع مقاربة استراتيجية للكفاءات الوطنية من مغاربة العالم.
كما أن المائدة المستديرة تاتي في سياق وطني ودولي يتطلب إعادة التفكير في علاقة المغرب بعقوله المهاجرة، باعتبارها رافعة أساسية للتنمية الشاملة.حيث أظهرت تجارب العديد من الدول الناشئة والنامية ، أن الاستثمارفي الكفاءات المقيمة بالخارج يُعد خياراً استراتيجياً في بناء اقتصاد المعرفة، ونقل التكنولوجيا، وتعزيز التموقع الجيو-اقتصادي والثقافي للدولة.
وتعتمد هذه المقاربة على تجاوز الرؤية التقليدية للهجرة كـ”هروب للعقول”، والعمل بدلاً من ذلك على تفعيل آليات مؤسساتية ، وتشريعية ، تشجع على مساهمة هذه الكفاءات في مختلف القطاعات الحيوية، سواء من خلال نقل المهارات والخبرات، أو عبر شراكات علمية وأكاديمية، أو مبادرات استثمارية ومجتمعية.
وتتوفر المملكة المغربية على طاقات بشرية كبيرة موزعة على مختلف دول العالم، تنشط في مجالات حيوية كالبحث العلمي، والطب، والهندسة، والاقتصاد، والقانون، والابتكار التكنولوجي، غير أن الاستفادة الحقيقية من هذه الكفاءات تظل محدودة بفعل غياب سياسة عمومية مندمجة، تعترف بدورها وتُوفر الإطار الملائم لتعبئتها بشكل منتظم وفعّال.
لذلك فإن توطيد علاقة المغرب بكفاءاته في المهجر ، لا يرتبط فقط بالبعد الاقتصادي، بل يُعد أيضاً مسألة انتماء، وهوية، وتواصل حضاري. إذ عأن تقوية هذا الرابط يساهم في تجديد مفاهيم المواطنة، وإعادة صياغة علاقة الأفراد بوطنهم الأم على أساس المشاركة والاعتراف المتبادل.
و يُعد هذا اللقاء محطة أساسية لتعزيز الحوار البناء حول أدوار الكفاءات في الخارج، ويعكس التزام المجتمع المدني المغربي بفتح قنوات التواصل مع الطاقات الوطنية أينما وجدت، من أجل مغربٍ أكثر إشراكاً، وتقدماً، وتنوعاً.