محمد رفعت يكتب حول :صراع الدول العربية مع الكيان الصهيوني

صراع الدول العربية مع الكيان الصهيوني
يُعد الصراع العربي–الصهيوني واحدا من أطول وأعقد الصراعات في التاريخ الحديث، فهو ليس مجرد نزاع حدودي أو خلاف سياسي، بل هو صراع وجود، ارتبط بالأرض والهوية والتاريخ.
منذ اللحظة التي فرض فيها الكيان الصهيوني على أرض فلسطين عام 1948
دخلت المنطقة العربية مرحلة جديدة من التحديات. فقد رأت الشعوب العربية في هذا الكيان مشروعًا استعماريًا مدعومًا من القوى الغربية، يستهدف اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه، وتهديد الأمن القومي العربي بأسره.
#فكانت الحروب المباشرة
فقد اندلعت عدة مواجهات عسكرية بين الدول العربية والكيان الصهيوني: حرب 1948 التي انتهت بنكبة فلسطين وتشريد مئات الآلاف من الفلسطينيين، وحرب 1956 إثر العدوان الثلاثي على مصر، وحرب 1967 التي انتهت باحتلال الضفة الغربية والقدس والجولان وسيناء،
ثم حرب أكتوبر 1973 التي أثبتت قدرة العرب على كسر أسطورة “الجيش الذي لا يُقهر”. ورغم ما رافق هذه الحروب من انتصارات وإخفاقات، فقد شكّلت معالم رئيسية في مسار الصراع.
#التحولات السياسية
مع مرور الزمن، تغيّرت موازين القوى، وانتقل الصراع من ساحات المعارك إلى أروقة السياسة. فشهدت المنطقة اتفاقيات سلام منفردة مثل “كامب ديفيد” و”وادي عربة” و”أوسلو”، والتي مثّلت انعطافة في الموقف العربي. غير أن هذه الاتفاقيات لم تُنهِ المأساة الفلسطينية، بل تركت جرحًا مفتوحًا يتمثل في استمرار الاحتلال، وتوسّع الاستيطان، وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة.
#البعد الإنساني
ورغم تعقّد الملفات السياسية، يبقى جوهر الصراع إنسانيًا بالدرجة الأولى. ملايين الفلسطينيين يعيشون تحت الاحتلال أو في الشتات، محرومين من أبسط حقوقهم، فيما تواصل آلة الحرب الصهيونية ارتكاب المجازر، وهدم البيوت، وحصار المدن. هذا البعد الإنساني هو ما يجعل القضية الفلسطينية قضية ضمير عالمي قبل أن تكون قضية عربية.
#الحاضر
اليوم، يقف العرب أمام تحديات داخلية وخارجية، بعضها أضعف الموقف الموحد تجاه فلسطين. لكن رغم ذلك، تبقى القضية الفلسطينية رمزًا لوحدة الشعوب العربية، وصوتها حاضر في الميادين والشوارع، حتى وإن خفت في قاعات السياسة. فالصراع مع الكيان الصهيوني لم يُحسم بعد، وهو مرشح للاستمرار طالما ظل الاحتلال جاثمًا على أرض فلسطين.
.
ولعلي اتسائل عن كيفية مواجهة التحديات الصهيونية بعيدا عن عنتريه الأفكار وعواطف القلوب.
فعساها أن تكون في الآتي
1. #الوحدة الإعلامية العربية
إنشاء منصات إعلامية موحدة لكشف جرائم الاحتلال وتفنيد رواياته المزيفة، وتقديم محتوى بلغات مختلفة يخاطب العالم.
2. #المقاطعة الاقتصادية
دعم حركات المقاطعة (BDS) ومنع المنتجات والخدمات المرتبطة بالكيان الصهيوني من دخول الأسواق العربية.
3. #الدعم السياسي والقانوني
رفع القضايا أمام المحاكم الدولية ضد جرائم الحرب والانتهاكات الصهيونية.
توحيد الموقف العربي في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.
4. #تعزيز القدرات العلمية والعسكرية
الاستثمار في البحث العلمي والتكنولوجيا المتقدمة لمواجهة التفوق التقني الصهيوني.
التعاون الدفاعي العربي لتقليل التبعية للخارج.
5. #التمكين الشعبي الفلسطيني
دعم صمود الفلسطينيين عبر مشاريع تنموية في التعليم والصحة والإسكان داخل فلسطين.
إنشاء صناديق عربية موحدة لتمويل هذا الدعم.
وابان هذه الأحداث التي تدمي القلب قبل العين
تراودني أفكار ويشرد خيالي الي أمنيات لجمع شمل العرب
ألخصها في نقاط مبسطه ورسائل سريعه ألا وهي
1. #إحياء الهوية العربية المشتركة
نشر المناهج التعليمية التي تُعزز الروابط التاريخية والثقافية بين الشعوب العربية.
تفعيل التبادل الثقافي والفني بين الدول العربية.
2. #مشاريع اقتصادية تكاملية
إنشاء منطقة تجارة عربية موحدة.
تنفيذ مشاريع بنية تحتية مشتركة (طرق، سكك حديد، شبكات طاقة).تربط الدول العربية بعضها البعض
3. #إصلاح جامعة الدول العربية والتي ولدت ضعيفه هشه
بجعل قراراتها مُلزمة.
وتطوير آليات العمل الجماعي لتكون أكثر فاعلية.
4. #التكامل الشبابي لشباب الامه العربيه
بعقد مؤتمرات شبابية عربية منتظمة لتبادل الأفكار والخبرات. وتوطيد العروبه والقوميه في نفوس شباب الأمة
وإطلاق منصات رقمية تجمع الشباب العرب للتواصل والعمل التطوعي. الذي يحي فيهم الهمه والعزيمة والإرادة القوية
5. #التنسيق الأمني والسياسي
بإنشاء مجلس عربي للأمن القومي. ويا حبذا لو كان جيش عربي موحد.
توحيد المواقف في القضايا الإقليمية والدولية.
6. #التقريب بين الشعوب لا الأنظمة فقط
تشجيع السياحة البينية بين الدول العربية.
وتنظيم مهرجانات رياضية وثقافية عربية مشتركة. بعيد عن التناحر والتنافس الغير حميد الذي يفرق ولا يجمع شمل الشعوب العربية.
وفي الختام
إن التحديات الصهيونية التي تواجه الأمة العربية اليوم ليست مجرد اختبار للقوة العسكرية أو المواقف السياسية، بل هي امتحان لوحدة الضمير العربي وإرادته الجماعية. فكلما ازداد الباطل قوة وانتفاشا، ازدادت الحاجة إلى اصطفاف عربي حقيقي يُعيد للأمة مكانتها، ويُثبت أن العدل لا يُهزم ما دام وراءه شعب مؤمن بحقه.
ولن يكون الطريق سهلا، لكن الأمل في وحدة الكلمة، وتكامل الجهود، وإحياء روح التضامن العربي، هو السبيل لمواجهة المخاطر، وصون الحقوق، وتمهيد الطريق للأجيال القادمة كي تعيش في عالم أكثر عدلا وكرامة. فالأمة التي تتمسك بهويتها وتوحد صفوفها، قادرة على أن تجعل من التحديات فرصا، ومن الضعف قوة، ومن الانقسام بداية لعهد جديد من النهضة والوحدة.