
فاس: محمد أمقران حمداوي
احتضنت مدينة فاس يوم السبت 4 أكتوبر 2025 ندوة علمية حول موضوع “الإبداع الأدبي والثورة الرقمية”، نظمها منتدى جواهر فاس للشعر والتنمية والتراث بمناسبة افتتاح موسمه الثقافي الجديد. وقد تميزت الندوة بحضور عدد من المفكرين والمبدعين، وتخللتها فقرات شعرية ولحظات تكريم لعدد من الكفاءات الأدبية والفنية.
جاء تنظيم هذا اللقاء الثقافي في سياق التحولات العميقة التي يعرفها العالم بفعل الثورة الرقمية، والتي ألقت بظلالها على مختلف المجالات، وعلى رأسها المجال الأدبي والإبداعي. فالرقمنة لم تعد مجرد وسيلة تقنية، بل تحولت إلى فضاء جديد تتفاعل فيه الكلمة مع الصورة، ويتقاطع فيه الإبداع مع التكنولوجيا، مما يطرح تساؤلات جوهرية حول مستقبل الكتابة الأدبية في ظل هذا الواقع الجديد.
وخلال الندوة، أكد المشاركون أن الثورة الرقمية لا ينبغي النظر إليها كخصم للإبداع، بل كحليف يمكن أن يفتح آفاقا جديدة أمام المبدعين، شريطة التعامل معها بوعي ومسؤولية. وقد دعا المتدخلون إلى ضرورة تطوير منصات رقمية أدبية للنشر والتفاعل مع الجمهور، واستثمار أدوات الذكاء الاصطناعي في خدمة الإبداع دون المساس بروحه الإنسانية، إضافة إلى تشجيع الإبداع التشاركي بين الشباب، وتوظيف الوسائط المتعددة كالصوت والصورة والفيديو لتجديد طرق العرض الأدبي والفني.
كما تمت الإشارة إلى أن الرقمنة ألغت الحدود الجغرافية، وجعلت الإبداع المغربي أكثر حضورا في الساحة الثقافية الدولية، حيث أصبح بإمكان المبدع المغربي أن يصل إلى جمهور عالمي بكبسة زر، مما يفتح أمامه فرصا واسعة للتواصل والانفتاح.
وفي ختام اللقاء، قُدمت لمحة عن البرنامج الثقافي السنوي لمنتدى جواهر فاس، والذي يتضمن مجموعة من الأنشطة الفكرية والفنية، من أبرزها ندوات تناقش قضايا الأدب والفكر المعاصر، وأمسيات شعرية وزجلية تسلط الضوء على المواهب الشابة، وورشات في التنمية البشرية والتأطير النفسي لفائدة التلاميذ والشباب. كما يشمل البرنامج مبادرة “سفيرات القيم” داخل المؤسسات التعليمية لترسيخ قيم المواطنة والسلوك المدني، إلى جانب أنشطة احتفالية وتراثية تُعنى بالموروث المغربي الأصيل وتخليد المناسبات الوطنية والثقافية الكبرى.