ياسمين الحاج تكتب : درس آخر لجلالة الملك نصره الله بعد انتصار المغرب في مجلس الأمن

درس آخر لجلالة الملك بعد انتصار المغرب في مجلس الأمن
لم يكن الهدوء الذي ظهر به جلالة الملك محمد السادس، بعد قرار مجلس الأمن الداعم لوجاهة الموقف المغربي في قضية الصحراء، مجرد هدوء عابر أو انفعال عادي. في لحظة انتصار دبلوماسي. إنه هدوء وحكمة ملك البلاد يعرف أنّ الانتصار الأكبر هو استمرار البناء، واستدامة الاستقرار، وترسيخ المكتسبات، لا الوقوف عند محطة من محطات النجاح مهما كانت قيمتها.
هذا الهدوء الملكي هو قوة القائد حين يُدرك أن المسار طويل، وأن الربح الحقيقي ليس في رفع الأيدي والتصفيق، بل في الاستمرار في نفس الطريق بثبات، وبنَفَسٍ استراتيجي، وبسياسة هادئة، متدرجة، لا تنجرّ لخطابات الغضب ولا لمنطق “الردّ على الآخر”.
منذ سنوات، والمغرب يعتمد مدرسة خاصة في الدبلوماسية: مدرسة الهدوء، الثقة، الاشتغال الدؤوب، استثمار العلاقات، ثم ترك المؤسسات الدولية ـ بما فيها مجلس الأمن ـ تشهد على منطق الشرعية، وعلى قوة الاقتراح المغربي، وعلى جديّة مبادرة الحكم الذاتي كحل واقعي وقابل للتطبيق.
ولذلك لم يكن جلالة الملك محتاجاً إلى مظاهر فرح صاخبة. يكفيه أن العالم اليوم، عبر أعلى هيئة أممية، يقول للمغرب: أنت على الطريق الصحيح.
الهدوء هو رسالة إلى الداخل بالاستمرار في بناء النموذج المغربي في التنمية والحداثة. ورسالة الى الخارج بان المغرب لا يحتفل بنجاح لحظي، بل يشتغل على مشروع تاريخي كبير ومستقبلي.
إنه هدوء الدولة الواثقة بنفسها… دولة لا تُبالغ في الكلام، لأنها تُتقن فعل الإنجاز..
عاش الملك .
ياسمين الحاج