المغرب أو عقدة النظام الجزائري الأبدية……..

0

ونحن أطفال في بداية ستينيات القرن الماضي كنا نتحلق على جهاز المدياع لنسمع ردود بل غازي وبندور الموجهة لبنبلة الذي كانوا يسمونه آنذاك الوحش الغدار وهواري بومدين الملقب ببوخروبة، وكان الشعب المغربي وبالاجماع ملتف حول ملكه في مواجهة الجار المزعج الذي لم يعد كذلك في أول نزال في شهر أكتوبر من سنة 1963 حيث اسقط جندي مغربي بالحدود المجاورة لمدينة فجيج برصاص غادر للجيش الجزائري والذي كلفه غاليا ذلك، لأن الجنود الذين كانوا ينتمون للحمية الرابعة حيث كان أبي رحمه الله برتبة ملازم يقود كثيبة قد لقنت الجيش الجزائري درسا لن ينساه بل لا زال يشكل لحد الآن عقدة الجزائر المزمنة والمرضىية والتي تجعل النظام الجزائري يصاب احيانا بالهستيريا والنوبات الحادة كلما استفاق على إنجاز او انتصار حققه المغرب… كيف لا والمغرب الآن بفضل إعادة تموقعه في القارة الأفريقية على كل المستويات الاقتصادية والاجتماعية والديبلوماسية، بالمقابل تزداد الجزائر اندحارا وتدهورا ونقصا حادا في أبسط المواد الغدائية الأساسية كالدقيق والحليب والخضروات والفواكه، بالرغم من كونها دولة منتجة ومصدرة للبترول والغاز، وبدل ان ينكب النظام الجزائري على إيجاد الحلول للأمن الغذائي والاحتقان الاجتماعي يتمادى بعناد أسطوري في تجييش وسائل اعلامه التابعة لجنرالات الجزائر (عفوا كبراناتها) للمس برموز المغرب وثوابته متناسين ان المغرب دولة أمةEtat Nationضاربةجدورها في تاريخ العالم الإسلامي حكمت أثناء الأسرتين المرابطة والموحدية جزءا كبيرا من الأندلس وحتى برقة في ليبيا اما الجزائر ولزمن طويل كانت تابعة للمغرب أثناء حكم هاتين الأسرتين وامتد ذلك إلى أن استولت الامبراطورية العثمانية التي بقيت تسيطر عليها إلى أن احتلتها فرنسا سنة 1830على إثر حادث المروحة الشهير… وهو ما يؤكد أن إقليم نوميديا(الجزائر ) الذي كان تحت سيطرة الرومان الذين كانت عاصمة حكمهم في شمال أفريقيا هي وليلي في المغرب لم يكن دولة بل إقليما تعاقب على حكمه الفينيقيون والبزنطيون فالرومان وفي فترات المغرب ثم الدولة العثمانية ففرنسا وهو ما ولد عند حكام الجزائر عقدة الإفتقار إلى الجدور والأصول بل والمرجعية التاريخية وجعلتهم يبدعون في اختلاق مجد لا يوجد الا في مخيلتهم وهذيانهم المرضي السريالي. لذلك فالاسطوانة المشروخة الشروق التي لا يمكن أن نسميها قناة اعلامية تشكل صفحة مظلمة من الاعلام الجزائري الذي يستبلد الشعب الجزائري المقهور لأن ترهاته وقصاصاته التافهة لا تتعدى تلمسان رغم ما يسخر لها النظام الجزائري من دعم تقني ولوجستيكي لان المغرب قوي بتاريخه الذي يتعدى اربعة عشر قرنا وبشعبه الأبي بالأسر التي تعاقبت على حكمه وعلى رأسها الأسرة العلوية الشريفة التي أرست دعائم الدولة المغربية القوية التي تكسرت على صخرتها اطماع العثمانيين والفرنسيين وهي الآن تحمي بعزة وكبرياء سيادة المغرب على أرضه وبلاده ضد اطماع الطامعين وحسد الحاسدين في التحام سرمدي بين العرش والشعب وإن ينصركم الله فلا غالب لكم.

د. حميد المرزوقي .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.