اللباس المغربي يدخل قاعات القرار بفرنسا.. والجالية تصنع الصورة وتخدم القضية

0
pub top

اللباس المغربي يدخل قاعات القرار بفرنسا.. والجالية تصنع الصورة وتخدم القضية

“السلهام المغربي” يجمع تولوز بالمغرب.. و”ثقافة اللباس” تصبح جسراً للدبلوماسية الناعمة

شهدت مدينة تولوز الفرنسية، نهاية الأسبوع المنصرم، احتفالية مميزة تخليداً للذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، حيث اختار عمدة المدينة أن يظهر أمام الحضور متشحاً بـ”سلهام مغربي” في اللون الأحمر، تتوسطه النجمة الخضراء والتاج، في لحظة ذات حمولة دلالية عميقة، تُجسّد حضور الهوية المغربية على أرض المهجر، وترمز لقوة الثقافة حين تتحول إلى لغة تواصل دبلوماسي راقٍ.

هذه المبادرة التي أشرف عليها نائب العمدة، سمير حجيج، الذي قدم هديته المغربية للعمدة وسط تصفيقات الجمهور، تعكس بجلاء أن اللباس التقليدي المغربي ليس مجرد مظهر خارجي، بل هو ثقافة بصمت تاريخاً، وحملت أصالة، وتحولت إلى عنوان لهوية متجذرة لا تنفصل عن شعبها، سواء داخل الوطن أو خارجه.

وقد حضر هذا الاحتفال القنصل العام للمملكة المغربية بتولوز، السيدة نادية التالمي، إلى جانب شخصيات سياسية وثقافية وممثلين عن الجالية المغربية، فيما اكتست أجواء الحفل طابعاً وطنياً خالصاً، حيث تمازجت الأعلام، والألوان الوطنية، والفقرات الفنية والتراثية، لتقدم فسيفساء مغربية نابضة بالحياة في قلب فرنسا.

وفي سياق المداخلات، أجمع المتدخلون على أن ثقافة اللباس المغربي—من الجلباب والقفطان والسلهام والبلغة—هي عنصر مركزي من عناصر الهوية، وقادرة اليوم على لعب دور ريادي في التعريف بالقضايا الوطنية، وفي مقدمتها قضية الوحدة الترابية للمملكة. فحين يرتدي مسؤول أجنبي سلهاماً مغربياً، فإن الصورة تفعل من التأثير أكثر مما تفعل الكلمات والخطب، وهذا هو جوهر “الدبلوماسية الثقافية الناعمة” التي أصبح المغرب يصدّرها بثقة إلى العالم.

كما شدد المشاركون على أن الجالية المغربية المقيمة بالخارج تلعب دوراً محورياً في هذا المسار، فهي اليوم سفيرة المغرب فوق أراضي الاستقبال، تنقل قيمه، وتُعرّف بتاريخه، وتدافع عن قضاياه الوطنية الكبرى، وعلى رأسها مغربية الصحراء، بأساليب حضارية، ثقافية، وفنية، تجعل اسم المغرب دائماً في الواجهة، وبصورة إيجابية ومشرفة.

وفي هذا السياق، شكّل الحضور الإعلامي أيضاً قيمة مضافة. إذ أفاد الإعلامي مصطفى قبلاني، ابن مدينة خريبكة، الذي كان من بين من واكبوا الحدث إعلامياً قائلاً: «كان لي الشرف تغطية هذا الحدث المميز الذي جمع بين الأصالة المغربية وروح الانفتاح الفرنسية، حيث ظهر عمدة مدينة تولوز مرتديًا السلهام المغربي في مشهد يرمز إلى الاحترام المتبادل والعلاقات المتينة بين الشعبين». وهي شهادة تؤكد أن هذا النوع من المبادرات أصبح اليوم مجالاً مفتوحاً لتقوية الصورة الإيجابية للمغرب عبر الإعلام والثقافة والفن.

وقد تحول فضاء الحفل في تولوز إلى منصة لإبراز أن المسيرة الخضراء ليست مجرد صفحة من الماضي، بل هي مشروع وطني مستمر يتجدد مع الأجيال، ويقوده اليوم جلالة الملك محمد السادس برؤية متبصرة، تؤمن بأن المواطنة الحقة لا تحدّها الجغرافيا، وأن الانتماء الحقيقي للوطن يعيش في القلوب مهما ابتعدت المسافات.

ويذكر أنّ مبادرة تنظيم هذا الحدث تعود لسمير حجيج، نائب عمدة تولوز، المعروف باجتهاده في خدمة الجالية المغربية بفرنسا، وتعزيز روابط الصداقة والتعاون الثقافي والاجتماعي بين المغرب والجمهورية الفرنسية.

ياسمين الحاج

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.