وأخيرا يأتي إعتراف دولة إسرائيل بسيادة المغرب الكاملة على صحراءه.
في سياق دولي متسم بالحركية والتفاعلات الدولية الناتجة عن تجاذبات الحرب الأوكرانية الروسية، وتداعيات الأزمة الداخلية الفرنسية بسبب رفض الفرنسيين لإصلاح نظام التقاعد وتمديد حد سن التقاعد إلى 23سنة، والحربين الأهليتين في السودان و اليمن، والتوثر الداخلي في الأراضي العربية المحتلة بسبب الإقتحام المتكرر لبعض المتطرفين الاسرائيلي لبيت المقدس ومرافقه المقدسة، يأتي إعتراف دولة إسرائيل بسيادة المغرب الكاملة على صحراءه المسترجعة من الاحتلال الإسباني بموجب معاهدة مدريد 1975، و رغم تأخر هذا الإعتراف عن إعتراف دول وازنة في المجتمع الدولي كالولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا وألمانيا فإن لهذا الإعتراف الإسرائيلي له عدة أبعاد في السياسة الدولية في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، حيث أنه سيعطي دفعة جديدة وقوية لإتفاقيات أبراهام المنعقدة تحت رعاية أمريكا على عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، إذ من المنتظر أن تشهد هذه الاتفاقية دينامية جديدة لتجاوز التعثر الذي عرفته الجولة الثانية لقمة النقب التي كان من المرتقب أن تنعقد في الصحراء المغربية طبقا للاشارات التي لمح لها رئيس الدبلوماسية المغربية ناصر بوريطة، والتي تأخر موعدها بسبب الأحداث الدامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وبالأخص مخيم جنين الذي عرف سقوط ضحايا تجاوز عددهم ما عرفه نفس المخيم لأكثر من عشرين سنة، كما أنه من المنتظر أن يكون للاعتراف الاسرائيلي بمغربية الصحراء تأثير جد إيجابي على اللوبيات الفاعلة في السياسة الدولية و الأمريكية والتي تعمل في كواليس أروقة الأمم المتحدة والبيت الأبيض، دون أن ننسى التأثير القوى للوبي اليهودي على فرنسا واجلترا حيث من المرتقب أن يلعب دورا مهما في تغيير مواقف فرنسا وإنجلترا على حد السواء، وهو ما سيكون له تأثير قريب المدى على مواقف العديد من دول الاتحاد الأوربي وافريقيا.
د. حميد المرزوقي