فاطمة سهلي طنجة
ترأس صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مرفوقا بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، بعد زوال اليوم الأحد 30 يوليوز 2023 بساحة عمالة الفنيدق-المضيق، بمدينة المضيق، حفل استقبال بمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لتربع جلالته على عرش أسلافه المنعمين
وفي مستهل هذا الحفل، جرت تحية العلم على نغمات النشيد الوطني، بينما كانت المدفعية تطلق 21 طلقة
إثر ذلك، تقدم للسلام على جلالة الملك وتهنئته بهذه المناسبة السعيدة عدد من الشخصيات المغربية والأجنبية
وهكذا، تقدم للسلام على جلالته السادة عزيز أخنوش رئيس الحكومة، ورشيد الطالبي العلمي رئيس مجلس النواب، والنعم ميارة رئيس مجلس المستشارين
وتقدم للسلام على جلالته أيضا كل من الرئيس الأول لمحكمة النقض، الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية السيد محمد عبد النباوي، والوكيل العام للملك لدى محكمة النقض رئيس النيابة العامة السيد الحسن الداكي، ورئيس المحكمة الدستورية السيد سعيد إهراي
كما تقدم للسلام على صاحب الجلالة الرئيس الأول للمجلس الأعلى للحسابات السيدة زينب العدوي، و رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي السيد أحمد رضا الشامي، والأمين العام للمجلس العلمي الأعلى السيد محمد يسف، ورئيس المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي السيد الحبيب المالكي، ورئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان السيدة أمينة بوعياش
وتقدم للسلام على جلالة الملك وسيط المملكة السيد محمد بنعليلو، ورئيسة الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري السيدة لطيفة أخرباش، ورئيس مجلس المنافسة السيد أحمد رحو، ورئيس الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها السيد محمد بشير الراشدي، ورئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية السيد خليهن ولد الرشيد، ووالي جهة طنجة – تطوان – الحسيمة عامل عمالة طنجة أصيلة السيد محمد امهيدية، ورئيس مجلس جهة طنجة – تطوان – الحسيمة السيد عمر مورو
إثر ذلك، تقدم للسلام على جلالة الملك الفريق محمد بريظ المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية، والفريق أول محمد هرمو قائد الدرك الملكي، والفريق الجوي محمد كديح مفتش القوات الملكية الجوية، والعميد البحري محمد الطحين مفتش البحرية الملكية
والعميد عز الدين خليد رئيس المكتب الثالث، واللواء جبران خالد مفتش القوات المساعدة المنطقة الشمالية والعميد مصطفى احديود مفتش القوات المساعدة المنطقة الجنوبية والسيد عبد اللطيف الحموشي المدير العام للأمن الوطني والمدير العام لمراقبة التراب الوطني، والسيد محمد ياسين المنصوري المدير العام للدراسات والمستندات
كما تقدم للسلام على جلالته عميد السلك الدبلوماسي الإفريقي سفير جمهورية الكاميرون السيد محمدو يوسيفو، وعميد السلك الدبلوماسي العربي سفير مملكة البحرين السيد خالد بن سلمان جبر المسلم، وعميد السلك الدبلوماسي الأوروبي سفير مملكة اسبانيا السيد ريكاردو دييز هوشلايتنر رودريغيز، وعميد السلك الدبلوماسي الأمريكي سفير جمهورية البيرو السيد فيليكس أرتورو شيبوكو كاسيدا، وعميدة السلك الدبلوماسي الآسيوي سفيرة دولة ماليزيا السيدة أسطاناه بانو بينتي اشري
وتقدم للسلام على جلالة الملك أيضا، رؤساء الكنائس والبيع، ويتعلق الأمر بالمونسينيور اميليو روشا كراندي أسقف طنجة، والقس كارين توماس سميث رئيسة الكنيسة الأنغليكانية بالمغرب، والسيد يوسف اسرائيل الحاخام الأكبر للدار البيضاء
ويعتبر حفل الولاء او البيعة وطقوسها هو حفل رسمي ، يُقام كل سنة وتعتبر تجديدًا من لدن المغاربة للبيعة، التي في عنقهم إزاء الملك؛ باعتبارها عقدًا سياسيًا واجتماعيًا وروحيًا ودينيًا وربانيًا وسماويًا متكاملًا. يرسخ ثوابت ويجدد الميثاق بين العرش والشعب القائم على ركائز دينية متينة تستمد ثوابتها من شرائع الدين الإسلامي الحنيف، يجسد الاستمرارية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، إذ إن تواصل الحكم الرشيد، والثبات على النهج القويم، يعد مفتاح الاستقرار والرقي والازدهار بالنسبة للبلاد
وقد افتتح أول مرة في عام 1934 من قبل القوميين المغاربة الذين كانوا راغبين في تحدي السلطات الفرنسية التي حكمت المغرب.
يُقام حفل الولاء والبيعة في مكان يُسمى المشور، قرب القصر الملكي، وقد يختلف مكان إقامة مراسيم الاحتفال من سنة إلى أخرى، فعادة ما يُقام بالرباط، فاس، طنجة، تطوان، مراكش أو الدار البيضاء. وجرت العادة أن يختار البروتوكول الملكي لهذه الذكرى بعدًا كرنفاليا يتجلى في حضور المنتخبين عن جهات المملكة وممثلي الشعب المغربي إلى باحة أحد القصور الملكية، من أجل تقديم فروض الطاعة والولاء وتجديد العهد للعرش المغربي، والتأكيد على التمسك بأهداب العرش .
نشأت أول دولة مغربية، كنتاج إسلامي، سنة 788 م، حيث تم إعلان إدريس الأول سلطانا من طرف قبائل أمازيغية في وليلي على أساس البيعة باعتبارها عقدًا مبرمًا بين الملك وبين الرعية، يتعهد فيه الملك بأن يتولى شؤون الأمة ويرعى مصالحها، وتتعهد فيه الأمة بالسمع والطاعة، حيث يعتبر هذا العقد مصدر شرعية حكم السلطان. والبيعة هي ما يميز الدولة المغربية عن باقي الدول الإسلامية الأخرى، والتي لا تكتف بالبيعة الشفوية، حيث لم يثبت قط في تاريخ المغرب أن وقعت بيعة شفوية بل كانت دائمًا البيعة مكتوبة، كما أن صياغتها عرفت تطورًا مع الزمن.
بدأ المغفور له الملك الحسن الثاني بعد رحيل محمد الخامس رحمهما الله، العمل على محو ما تبقى من الاستعمار الثقافي التي قام بإدخالها الحضور الاجنبي، وتم محوها الواحدة تلو الاخرى، باستثناء اللغة الفرنسية التي لم تتمكن الإدارة التخلص منها بشكل كامل في الحياة العامة حتى الآن، فتم إلغاء اللباس الأوروبي من الحفلات الرسمية لمساندة الصناعة التقليدية المغربية، عوض اعتماد اللباس الوطني، اللباس الذي أعطاه محمد الخامس الشعبية المعروفة، تمت العودة إلى اللباس الذي عرفه المخزن في القرن التاسع عشر. وهو اللباس الذي كان يلبسه المبعوثون من طرف السلطان إلى زعماء أوروبا، كنابليون والملكة فيكتوريا، الزي الذي خلده الرسامون الأوروبيون في لوحاتهم. فانكب المؤرخون وخبراء الارشيف على الوثائق القديمة والعتيقة، من أجل اعادة بناء البروتوكول القديم كما وصف تفاصيله العديد من السفراء ومن الرحالة الاوربيين
كانت تعتبر هذه المناسبة فرصة للتنافس بين الجهات والأشخاص النافذة على من هو الأقدر على تقديم أحسن الفروض وأكثرها تقريبًا إلى فرس الملك ومظلته “الشريفة” يتمحور الحفل حول شخص الملك بلباس تقليدي مغربي تظلله مظلة ضخمة، وهو يمتطي صهوة فرس أسود يحيط به أعوان القصر. وأمامه تصطف عشرات الصفوف من رجال السلطة التابعين للإدارة الترابية والمنتخبين والأعيان، قادمين من جميع أنحاء المملكة، وتقام لهم خيم حول القصر الملكي لاستقبالهم، مرتدين الجلابيب المغربية البيضاء والطرابيش الحمراء، ويشرع الحضور بعد انتظامهم في صفوف طويلة قبالة الملك، في الانحناء له مرددين عبارة “اللهم بارك في عمر سيدي ويرد عليهم خدم القصر عبارة “الله يرضي عليكم.. قال ليكم سيدي” “الله يعاونكم قال ليكم سيدي”، و “الله يصلحكم قال ليكم سيدي
أن «المظاهر والطقوس الاحتفالية لحفل الولاء والبيعة تشكل نوعا من السلطة يحيلنا على استنتاج أن هذا المخزون الطقوسي لحفل الولاء والبيعة بممارسته لهذه السلطة الطبيعية ساهمَ، ويساهمُ، بشكل واضحٍ، في عملية تطويع النخب السياسية، وإدماجها في الحقل السياسي الرسمي، وتثبيت شرعية الخلافة الإسلامية في المغرب منذ أزيد من اثني عشر قرنا، كما يجسد قوة النظام واستمراريته التي يستمدها من الإجماع الشعبي عبر أبرز تجلياته في طقوس البيعة
يمكن استنتاج أن حفل الولاء والبيعة بمظهره الطقوسي الاحتفالي، وباعتباره عقدًا على الطاعة، ورباطًا مقدسًا بين الراعي والرعية في المغرب، يشكل أحد الثوابت الرئيسة لشرعية الملكية المغربية، باعتبارها إمارة للمؤمنين، والساهرة على حماية الوطنِ والدين،آلية للاستقرار السياسي، وضمانًا للاستمرارية، خصوصًا وأن طقوسه التقليدية والدقيقة توحي على هبة خاصة للسلطان، وسموه، وتشعر المبايعين بأنهم دخلوا فعليًا تحت حماية إمارة المؤمنين