أسد زرهون المقاوم الحسن المرزوقي.
هو الحسن بن أحمد بن عبد السلام المرزوقي لقبه أحد الشرفاء الشبيهيين بأسد جبل زرهون، ولد سنة 1926 في مدشر لقوار بزرهون الشمالية، تلقى منذ صغره تعليما رصينا في حفظ القرآن الكريم، تتلمذ في ذلك على مجموعة من الفقهاء: كالفقيه عبد الكريم لغزاوي من دوار تلغزة والفقيه المومني و الفقيه الشريف الحاج عبد الكريم الشبيهي الموقت و الفقيه بلموهوب والفقيه بن الشريف والفقيه عبد السلام العياشي، أَثَّر هؤلاء الفقهاء الأجلاء كثيرا في تكوينه وبالأخص الحاج عبد الكريم الموقت الذي كان فقيها مبرزا وعالما ملما بعلم الفلك والتوقيت وضبط مواقيت الصلاة و ضبط مراقبة الأهِلَّة إلى جانب كونه نقيب للشرفاء الأدارسة، كان له الأثر المحمود في زرع بذور الوطنية وحب الوطن في صدره إلى جانب حفظ القرآن والفقه، بعد حفظه للقرآن الكريم وسَلْكِهِ عدة سَلْكَات كان آخرها على يد الفقيه عبد الكريم التلغري من تلغزة،حول وجهته لمدينة فاس بعد أن أصبح يافعا، وبدأ يتردد عليها لجلب أدوات خياطة الجلاليب حيث إلى جانب حفظ القرآن تعلم كذلك خياطة الجلاليب وهو ما كان معمول به في جل “لمسايد”، أحب مدينة فاس لأنه كان يجد بها كلما يبحث عنه، يتبضع منها لوازم الخياطة وعندما ينتهي من ذلك يذهب لجامع القرويين لاداء الصلاة وأخد قسط من الراحة، ثم حضور الكراسي العلمية لما بعد صلاة العصر التي كانت مخصصة لعامة الناس قصد تفقيههم في أمور الدين وتوعيتهم، كان يواظب كلما حل بمدينة فاس على هذه الكراسي العلمية التي تعلق بها كثيرا لأنها كانت تعالج أمورا مهمة وتجيب على الكثير من تساؤلاته؛ من ضمنها ضرورة الدفاع عن وحدة الوطن ورفض التفرقة بين العرب والبرابر والعمل على استقلال المغرب، وهو ما ذكره بما تلقاه من الفقيه عبد الكريم الشبيهي وجعله ينخرط في حزب الاستقلال منذ بداية فتح فرع له في مدينة مولاي إدريس زرهون حيث كان الحاج هوير هو اول كاتب لفرعه سنة 1944 وبقي ينشط في هذا الفرع حيث كان يقوم بالإشراف على توزيع جريدة العلم التي كانت تتضمن مقالات وطنية للراحل علال الفاسي او بنسودة رحمهما الله، لكن هذا لم يكن كافيا بالنسبة له حيث انخرط في المقاومة مبكرا قبل 1952سنة انطلاق ثورة الملك والشعب، حيث كان يقوم بعدة مناوشات قادته عدة مرات لسجن سيدي سعيد بمكناس، وهناك التقى بعدة عناصر شكلت فيما بعد قطب الرحى لحركة المقاومة والعمل المسلح في زعير الخميسات وجبل زرهون في شكل عدة خلايا وبالأخص المرحوم بالميلودي وعدة رفاق في الكفاح الذين سيلتحقون بعد سنة1952 إلى المنطقة الخليفية بتطوان حيث اشرف الدكتور الخطيب ورفاقه على تأسيس جيش التحرير الذي تدرج فيه الحسن المرزوقي الذي كان يحمل فيه عدة ألقاب «الحسن الجبلي، الحسن القواري،الحسن الزرهوني» إلى أن أصبح قائد المائة بعد أن كان قد قام بتأسيس منظمة خالد بن الوليد للعمل المسلح بزرهون التي كانت من أهم العمليات التي قامت بها هي تفجير سيارة جيب لضابط الدرك الفرنسي بواسطة قنبلة يدوية صحبة الخليفة الحيمر الخائن في سوق السبت بالسوق البراني لمولاي إدريس، مقابل مدخل فندق بيع الخضر وأمام محطة البنزين التي كان يملكها الشريف الإدريسي الذي كان سخيا مع المقاومة يزودهم بالبنزين والقطن والمساعدات المالية التي تدخل في عمليات حرق الضيعات الفلاحية التي يديرها المعمرون في سهل بورياح، وقد كان محمد بنسليمان تولاه الله برحمته هو الذي يدير هذه المحطة ، بعد هذه العملية الجريئة التي أودت بحياة القبطان الفرنسي وإصابة الخليفة الحيمر بجروح بليغة تسببت في وفاته بمستشفى محمد الخامس بمكناس، اضطر للإلتحاق بجيش التحرير بتطوان لانه كان ملاحقا ومبحوثا عنه من طرف السلطات الفرنسية إذ كان من المحتمل أن يُحكم عليه بالإعدام لو ألقي عليه القبض ، ومباشرة بعد رجوع جلالة الملك محمد الخامس قدس الله روحه للمغرب من منفاه السحيق عاد بأمر من القيادة العليا لجيش التحرير لتنظيم صفوف المقاومة وجيش التحرير بجبل زرهون لمنع الفوضى وتدبير المرحلة الانتقالية وفي 14 ماي من سنة 1956 نودي عليه من السلطات العليا للالتحاق بالجيش الملكي هو والفرقة التي كانت تحت إمرته حيث تم الإعلان عن تأسيس الجيش الملكي ورفع اول علم له بساحة قاعة بن ياسين بالرباط، حيث كوفئ من طرف جلالة المغفور له محمد الخامس بأن عينه جلالته ضابطا بالجيش الملكي، تميزت مسيرته به باستمرار الدفاع عن الوطن ومقدساته بروح وطنية عالية حيث شارك ضمن فرق لتهدئة الوضع بالأطلس المتوسط فيما كان يعرف بتمرد عدي وبيهي بعدها شارك في حرب الرمال بفجيج سنة1963 حيث أصيب بعدانفجار قديفة “مورتييه” قربه في يده ورجله اليسرى نقل على إثره إلى مدينة وجدة لتلقي العلاج، كانت تربطه بالأسرة الشريفة للشريف عبد الكريم الشبيهي علاقة كبيرة لأنه كان يتلقى الدعم والمساندة فيما كان يقوم به وقد ظلت علاقته بوريث سره الحاج محمد الشبيهي الموقت تولاه الله برحمته الواسعة نقيب الشرفاء الادارسة بمدينة مولاي إدريس زرهون إلى أن انتقل إلى جوار ربه في ريعان شبابه بحيث لم يكن قد بلغ بعد سنه الخمسين سنة 1975 متأثرا بمرض اللوكيميا المفاجيء الذي ألم به حيث كان مازال في خدمة القوات المسلحة الملكية بمدينة الحاجب. ابن المقاوم، د حميد المرزوقي