اللهم اجعل في قضاءك اللطف
منذ الحادية عشرة ليلا وإحدى عشر دقيقة من يوم الثامن من شتنبر2023 وما أن شاع خبر وقوع زلزال في جماعة اغيل بإقليم الحوز بدرجة 7 على مقياس ريشتر، حتى انطلق تبادل المكالمات الهاتفية بين الاحباب والأصدقاء والأقارب المنتمين لكل أقاليم المدن والقرى المغربية، في مشهد تضامني جميل، وفور تناقل الاخبار المتعلقة الزلزال قطعت القنوات الاداعية والتلفزية برامجها المعتادة وخصصت ربورتاجات مباشرة لتغطية الحدث، ونقل صور حية من المواقع المتضررة، وبالمناسبة قدمت وزارة الداخلية بلاغا تواصليا أكدت فيه على حصيلة أولية قدرت ب 296 قتيلا و153 جريحا ، وقد كان وقع الزلزال قويا في مختلف المدن والقرى التي سجلت فيه حيث خرج المواطنون إلى الشوارع والساحات والحدائق العمومية لتتبع الهزات الارتدادية المتوقعة لتجنب سقوط ضحايا جدد، وحسب المؤشرات الأولية فإن الخسائر البشرية قد سجلت بالأخص في إقليمي تارودانت والحوز بينما الخسائر المادية فقد سجلت في مناطق معزولة وبعض المحاور الطرقية التي تم التدخل الفوري لمصالح الاشغال العمومية بها لتسهيل وصول فرق الإنقاذ للأماكن المتضررة، كل المصالح تجندت وانتقلت للنقط المتضررة لنقل الضحايا والمصابين، لتلقي العلاجات الضرورية، وبذلك نجح المغرب في تدبير هذا الحدث سواء بالتدخل الميداني او بتنوير الرأي العام عن طريق بث مباشر لمختلف الوقائع المتعلقة بالزلزال، وهو ماخلف ارتياحا كبيرا لدى المواطنين، والمتتبعين الذين اكدوا بالملموس على أن الإجراءات الاحترازية الصارمة التي اتخدتها السلطات العمومية في ميدان التعمير على امتداد الثلاث عقود الأخيرة، قد ساهمت في الوقاية من الأخطار المحتملة للزلازل في بلادنا، فلا يجب أن ننسى أن الزلزال المسجل الذي بلغت قوته 7 درجات على سلم ريشتر، كان من المحتمل أن يتسبب في خسائر أكثر كما وقع في عدة بلدان كانت قوة الزلازل بها أقل من 7درجات على سلم ريشتر، فمزيدا من اليقظة والاحتراز لتجنيب بلادنا من آثار الكوارث الطبيعية ورحم الله ضحايانا وأسكنهم الله فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين، ودعائنا بالشفاء العاجل للجرحى والمصابين.
د.حميد المرزوقي