بيت الوطن

0

بقلم جمال عبد الدين المرزوقي

عندما ينهض المغاربة عن بكرة أبيهم ليتضامنوا مع إخوانهم منكوبي زلزال الحوز، وكلهم يعيشون في خضم هول ومحن وٱثار هذا الزلزال المادية والمعنوية ،فإنهم يربطون الماضي بالحاضر ويصدرون عن قيم التضامن المجبولون عليها،حيث يعززون تاريخهم التضامني في زلزال أكادير بداية ستينيات القرن الماضي وخلال زلزال الحسيمة بإمزورن في مطلع الألفية الثانية واليوم في فاجعة زلزال الحوز ليلة ثامن شتنبر الجاري .إن روح التضامن التي أبان عنها المغاربة عقب زلزال لحوز العنيف ،ليست غريبة عن شعب مغربي مسلم يرضى بقضاء الله وقدره ،بل يتضامن مع كل شعوب الإنسانية في كل بقاع الأرض، ويستخلص العبر والدروس من السراء والضراء التي تصيب أي ضو من أعضاء أفراده وجنسه البشري . فبمجرد ماأن اعلن صاحب الجلالة حفظه الله في اجتماع مجلس وزاري طارىء مساء يوم السبت تاسع شتنبر عن حزمة من الإجراءات السيادية الضرورية انخرط الجميع كل حسب اختصاصه ومهامه بتفان وجدية لتنظيم عمليات الإسعاف والإنقاذوتوفير الحاجات الغذائية والطبية والدوائية وفك العزلة عن دواويرهم المعزولة وإواء المنكوبين وتتبع أحوالم في أفق إدماجهم في الحياة العامة وتنمية مناطقهم المتضررة .وقد تلقوا التعازي من صاحب الجلالة نصره الله والشعب المغربي قاطبة والعالم بأسره ورغبة الدول الشقيقة والصديقة لتقديم الدعم اللازم والمساعدة في هذا المصاب الجلل. لقد أبان المغاربة بكل فئاتهم وأطيافهم عن تجربة فريدة من نوعها في التنظيم وحسن التدبير ،وكنا نحن – المغاربة – كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى كما جاء في الحديث النبوي الشريف ، حيث تضامن سكان الشمال والجنوب والوسط ، والشرق والغرب مع إخوانهم في الحوز وكل المناطق المجاورة المتضررة.لقد أقام المغاربة الدليل تلو الدليل أن المستحليل ليس مغربيا ،في كل الظروف والأحوال مؤكدين تضامنهم وإنسانيتهم ونبلهم المنبثق من قيمهم السمحة ،المشبعة بالحزم والجدية التي توقف عندها جلالته نصره الله في خطاب العرش الأخير . فأكرم بشعب المغرب المغوار وملكه الإنساني الهمام ،وبيت المغرب الذي يسع كل شعوب الدنيا .
مكناس يوم الثلاثاء 12/شتنبر/2023

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.