تزاما مع اليوم العالمي للمهاجرين لعام 2023 التقارب المغربي الهولندي على حساب ترحيل المهاجرين الغير الشرعيين

0

فاطمة سهلي
تمثل الفئات المهاجرة مثل العمال والطلاب ورجال الأعمال وأفراد الأسرة والفنانين محركات قوية للتنمية في كل من البلدان الأصلية وبلدان المقصد وغالباً ما يحافظ المهاجرون بعلاقاتهم مع بلدانهم الأصلية بصورة قوية ويجلبون معهم ثروة من المعرفة والخبرة والمهارة تستفيد منها مجتمعاتهم الجديدة التي يعيشون فيها
ويمكن أن يصبح التنقل حجر الزاوية في التنمية المستدامة والازدهار والتقدم في حال إدارة الهجرة بشكل جيد. وبالتالي إطلاق العنان لإمكانات الهجرة هو أمر أساسي لتسريع الجهود الرامية إلى مواجهة التحديات الكبيرة التي تنطوي عليها خطة عام 2023، حيث تم توضيحها خلال قمة أهداف التنمية المستدامة في نيويورك في سبتمبر 2023 من أجل الجميع
وتهدف المنظمة الدولية للهجرة في هذا اليوم الدولي للمهاجرين إلى وضع الهجرة كأحد الحلول للتحديات التي يواجهها العالم منها التكيف مع آثار تغير المناخ أو توفير فرص اقتصادية أفضل للمجتمعات
يُعد المهاجرون والنازحون من الفئات الأشد ضعفا وتهميشا في المجتمعات، مع أنهم أثبتوا أنهم مصدر للازدهار والابتكار والتنمية المستدامة في بلدان المنشأ والعبور فضلا عن البلدان المضيفّة
ويتيح الاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية الفرصة والتوجيهات اللازمة لتحقيق التنقلات البشرية، واغتنام الفرص التي تتيحها
وساعدت المنظمة الدولية للهجرة منذ تأسيسها قبل 70 عاما ملايين المهاجرين، كما عملت على مساعدة الأعداد الهائلة من الأوروبيين الذين شردتهم الحرب العالمية الثانية، ولم تزل تواصل بذل قصارى جهودها في سبيل تعزيز إدارة إنسانية ومنظمة للهجرة بما يعود بالنفع على الجميع، بما في ذلك مجتمعات المنشأ والعبور والمقصد
مُنذ الأزمنة الأولى والبشرية في حالة تحرك وتنقل. فبعض الناس ينتقلون بحثًا عن العمل أو لأسباب اقتصادية، ومنهم من يهاجر للانضمام إلى أفراد عائلته أو سعيا لتحصيل أكاديمي. بينما يتنقل آخرون هربا من الصراع أو الاضطهاد أو الإرهاب أو انتهاكات حقوق الإنسان، وبعضهم يهاجر بسبب آثار تغيّر المناخ والعوامل الطبيعية والبيئية الأخرى
وبمناسبة اليوم العالمي للمهاجرين لعام2023 تم التقارب المغربي الهولندي على حساب ترحيل المهاجرين الغير الشرعيين
المهاجرون المغاربة غير الشرعيين وطالبي اللجوء بهولندا الذين يتعين عليهم العودة إلى وطنهم يشوشون على ترحيلهم من خلال إخفاء وجوههم أثناء عمليات التحقق من الهوية، وفقًا لكاتب الدولة فان دير بورغ
اللجوء والأمن حيث تم إبرام اتفاقيات للتحايل على هذه الإشكالية المعرقلة للترحيل
في نقاش مع مجلس النواب، قدم كاتب الدولة الهولندي فان دير بورغ أحد أسباب عدم استمرار عودة المهاجرين المغاربة بسلاسة الى البلد الام المغرب
ووفقًا له، فإن هذا يرجع جزئيًا إلى أن طالبي اللجوء والمقيمين الغير الشرعيين يتعمدون عرقلة وإفشال تحديد الهوية للترحيل
قد تبين أن هذه العملية مرهقة إلى حد ما حيث يجب على القنصل أو سفير المغرب في هولندا أن يقوم شخصيًا بزيارة مركز احتجاز الأجانب المغاربة للتحقق مما إذا كانت هوية المغربي المراد ترحيله صحيحة
لكن المهاجرين لا يريدون التعاون يوضح كاتب الدولة فان دير بورغ
لقد رأينا أن الأشخاص الذين كانوا في مراكز احتجاز المهاجرين أحبطوا هذه العملية مع القنصل أو السفير
لقد تأكدوا فقط من عدم تمكنهم من رؤية وجوههم وعدم تمكنهم من تحديد ذلك
ووفقًا لما ذكره كاتب الدولة، فقد تم التوصل إلى اتفاقيات مع المغرب حتى يتسنى حذف تحديد الهوية في مجموعة كبيرة من الحالات الواضحة وبحسبه ، فإن هذا يجب أن يساعد في تسريع ترحيل المغاربة
وقد تم مؤخراً إبرام اتفاقيات دبلوماسية بين البلدين خلال الزيارة الأخيرة لرئيس الحكومة الهولندية للمغرب، ونتيجة لذلك بدأ الترحيل ببطء من جديد ومن اللافت للنظر أيضًا أن أحزاب التحالف هذه المرة لا تتشاجر مع بعضها البعض ، كما كان الحال تقريبًا أثناء مناقشات اللجوء في الأشهر الأخيرة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.