قصة قصيرة : القاضي العلامة البليغ ابن الأثير يقوم بزيارة مفاجئة لمدينة فاس

0

في صباح يوم مشمس، قرر القاضي العلامة البليغ ابن الأثير، برفقة مجموعة من جهابذة اللغة والنحو، القيام بزيارة مفاجئة لمدرسة ابتدائية في فاس وتحديدا بالقرب من مقهى “مونزا” ومقاطعة النهضة ودار الشباب بحي الحديقة. مدرسة تحمل اسمه “مدرسة ابن الأثير الابتدائية”. عند وصوله، توقف عند اللوحة التي تعلو باب المدرسة، وشرع في قراءة اسمها بفخر. لكن لحظات قليلة كانت كافية ليتبدل فخره إلى غضب عارم، فقد اكتشف ثلاثة أخطاء لغوية فادحة، كان أولها في اسمه الشخصي!

الأول: بدلاً من همزة الوصل في “ابن”، وجدها مكتوبة بهمزة القطع “إبن”، وكأنما قد قطعوا نسبه اللغوي!

الثاني: اسمه “الأثير” كتب بدون همزة قطع وبدون ثاء معجمة، أي “الاتير”، وكأنما تحول من أديب وشاعر إلى شخص ضائع في وديان الحروف!

أما الثالث: فقد اكتشف أن كلمة “الابتدائية” كتبت بهمزة قطع، “الإبتدائية”، وكأنها تعاند كل قواعد النحو.

أمام هذا المشهد المأساوي الهزلي، لم يستطع ابن الأثير إخفاء غضبه. انسحب في صمت ولكنه لم يترك الأمر يمر مرور الكرام. مباشرة، أوفد لجنة من مفتشين أكفاء في النحو العربي، ليقدموا دروسا عاجلة في تصحيح قواعد الهمزات والنحو لبعض المسؤولين في الأكاديمية والمديرية، حتى أن مدير المؤسسة تلقى رسالة توبيخ رسمية، تحمل نبرة ساخرة من الأخطاء الفادحة التي ارتكبت في حق أحد أعلام اللغة.

وفي الختام، بقي ابن الأثير يتأمل في الواقع المغربي، مستنتجا أن المدرسة المغربية لا تركز على قواعد النحو بقدر ما تركز على قواعد الاكتظاظ، وتحويل الأقسام إلى قطع متناثرة في بحر من التلاميذ.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.