لقد آن الأوان لإلغاء المنطقة العازلة وإنهاء مهام المينورسو بالصحراء المغربية
عرفت قضية وحدة المغرب الترابية في الآونة الأخيرة تطورات مهمة، تتماهى مع التوجهات الكبرى للديبلوماسية المغربية، بقيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله، والتي توجت للمرة الأولى في العهدة الثانية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتأكيد صريح لمغربية الصحراء، بعد أن سبق له في عهدته السابقة أن أصدر أمرا رئاسيا باعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المغرب على كامل ترابه بما في ذلك اقاليم الجنوبية، وقد تم تأكيد هذا التوجه من خلال لقاء وزير خارجية المغرب بنظيره الفرنسي الذي أكد هو الآخر موقف فرنسا الثابث الذي يعتبر مقترح المغرب المتعلق بالحكم الذاتي هو المقترح الأمثل والوحيد لحل نزاع الصحراء المغربية المفتعل، وبالرغم من المواقف الضبابية للمبعوث الأمامي دمستورا الموسومة بالغموض وأحيانا التناقض، وهو ما يوحي بأن دمستورا ربما يخدم أجندات غير معلنة، أو ربما يخضع لضغوطات لوبيات تعمل في محيط هيئة الأمم المتحدة مناوئة لمصالح المغرب الاستراتيجية، مما ينذر بموقف غير مفهوم للمبعوث الأممي، يفسره بعض المتتبعين بمحاولة قرصنة موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المساند للمغرب، وما يعرفه المقترح المغربي من دينامية تتمثل في الدعم المتزايد الذي تعرفه سواء على المستوى الإفريقي أو الدولي، بل حتى على مستوى أمريكا اللاتينية التي كانت من أشد المساندين للأطروحة الانفصالية التي يدعمها النظام العسكري الجزائري، لذلك بات من الضروري القيام بالخطوات التالية:
أولا:ميدانيا، إلغاء المنطقة العازلة بالصحراء المغربية التي تقع بين الحدود الدولية للمغرب والحدود الجزائرية الموريتانية؛
ثانيا: أمميا، سحب المغرب لملف الصحراء المغربية من اللجنة الرابعة لهيئة الأمم المتحدة الذي سبق له أن وضعه بها سنة 1960 لأن المغرب استرجع كل صحرائه ومدنه : طانطان، وسيدي إفني، وطرفاية، وتعويض هذا الملف بملف استرجاع المغرب لصحرائه الشرقية التي أضافتها فرنسا بمقتضى معاهدة للامغنية لمستعمرتها السابقة الجزائر؛
ثالثا: تقديم المغرب لملتمس لهيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن لإنهاء مهام المينورسو، لأنها لم يعد لها أي دور ملموس تلعبه في المنطقة وبالأخص بعد أن أصبحت تشتكي من مضايقات مرتزقة البوليساريو الذين يمنعون قواتها من قيامهم بمهماتهم الاستطلاعية ومراقبة احترام وقف إطلاق النار بين الطرفين. د.حميد المرزوقي