في حضرة التهالك ….زمن بلا هوية

بقلم الكاتبة هناء ميكو
تمايلنا بكثرة التمني في مجتمعاتنا، دون حول و لا قوة دون مبادرات للتغيير، دون تفعيل لأفكار خلاقة، وحريات جامحة. سلام مقموع وإبداع مغتصب، رداءة بالجملة وأصوات مدوية تُنحر .
خطير كل ذلك، مياعة فاقت كل الحدود وانتشرت انتشار سرطان بجسم عليل، ووسائل التواصل خير إعلام لهاته المهزلة.
التساؤل الصحيح الآن والذي جاء بعد مخاض هاسجي وتشارك حسي مع الأنا والآخر
لما لا يكون ما قل وذل من الأشياء المنوطة بالناس المبدعة وغير المبدعة، وتفي بالغرض عوض كم هائل من المسؤليات دون فائدة تذكر، تثقل بها كاهل الذات، وبالتالي كاهل المجتمع.
وتصبح بذلك غير قادرة على الإنتاج الصحيح، تتخبط خبط عشواء بين ماهو إحساسي وتقني ومعرفي، دون أدنى إدراك لماهيات الأشياء دون تنظيم وحتى مساعدة مختصين، في كل الميادين النفسية والفنية والإقتصادية والإجتماعية والإستراتيجية.
لما يلح أصحاب الفكر السوفسطائي النابع من الحسد والغيرة والرغبة في السيطرة وفرق تسد إلى كبت تلك الأرواح المميزة المختلفة، وتكديسها بالمشاغل والتفاهات من كل حذب وصوب? بحكم اضطرارها وهشاشتها لكي تنزاح عن أهدافها وتظل كالقطيع ليرتاح الآخرون .
هزل زمن أصبح فيه العامر والممتلئ بالإنسانية والفكر والرهافة ثقيلا مهملا على الهامش في محاولة يائسة لإفراغه من حمولته الآهلة بالجمال والخاوي المنفوخ بالبرد والتفاهة والإبتذال يصبح رائدا مفرقعا مهرجا يضحك الناس ببلاهته.
إنها حقا أزمة منظومة كاملة تشعبت أغصانها هناك من الطاقات التي تعِدُ بالكثير من الإبداع ، ثروة حقيقية للأسف ضائعة.
تقتصر في حقل اشتغالها على الإهتمام بجانب دون آخر كالتقني مثلا دون الفكري والحسي للأعمال الفنية أو الأدبية أو الجمعوية الإنسانية دون إيجاد سُبل كفيلة بالتطور كتمويل مادي ومعنوي قادر على ترجمة الإبداع باحترافية و توجيه ممنهج يساهم في تغيير مسارات الأشخاص في الزمان واامكان. .
حقا صدق بودليير العالم أصبح مسرحا كبيرا والناس فقط كراكيز
ودمى متحركة دون أدنى حول ولا قوة إلا من رحم ربي
مبيقات تعوق الإستمرار في ظروف صحية لكنها لاتمنع الإبداع من إبراز هويته بقوة تواجده بين الأرواح
هموا يانيام المبدعين .
العقول النيرة تتساقط وترحل عن هاته الدار. تترك أثرا جميلا يصلح للأجيال القادمة و(الباقون يجرون جري الوحوش ) منهم من لقي بعض الإعتراف والإحتفاء والتكريم ومنهم من رحل وغصته في قلبه
جميل ما نبدعه من شعر وأدب وفن نخفف وننعش به أرواحنا كوسيلة عظيمة منحنا الله إياها للإنسلاخ عن التفاهة والإبتدال وطغيان الفساد بشتى أشكاله لكي نتمكن من العيش بكرامة
لكن إن لم يحدث الفن والكتابة وغيرها من الإبداعات زلازلا وبراكين وفياضانات وإعصارات وجمالا مجلجلا ولم يخلق عوالم إبداعية وتغييرات تنير شموسا وأقمارا وحقولا مثمرة وكتابة وإبداعا بالروح وبالدم والعرق والمعاش الحقيقي والخيالي معا فعدمه أفضل من تواجده.