فاطمة سهلي تطوان
على مشارف حي «الطويلع» بتطوان تطل على ساكنة المدينة بناية كبيرة، محاطة بأشجار نخيل فريد من نوعه، أصبحت حاليا مجرد خراب، جراء الإهمال الفظيع الذي طالها. إنه قصر الخليفة مولاي الحسن بن المهدي، وحديقته الخلابة المحيطة به، التي تعرف ب «جنان أحصار».
يقع قصر الخليفة وسط حديقة كانت تسمى “جنان أحصار” أو جنان الخليفة، وتتواجد بأعلى حي الطويلع بمدينة تطوان.
وكان يُعد القصر مقاما للخليفة السلطاني الحسن ابن المهدي الوالي على منطقة الحماية الإسبانية بشمال المغرب بين سنتي 1913و 1956. هكذا تم تعيين مولاي الحسن بن المهدي سفيرا للمغرب بلندن من1957 إلى 1965 ثم سفيرا بروما من 1965 إلى 1967. وبعد ذلك عين مديرا عاما للبنك الوطني للتنمية الاقتصادية، ثم لاحقاً عينه الملك الحسن الثاني واليا لبنك المغرب وهو المنصب الذي ظل يشغله إلى حين وفاته في 1 نونبر 1984.
كان القصر في الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي يشبه قصر الحمراء بغرناطة الأندلسية، لكنه تحول اليوم
إلى خراب يؤوي المتشردين والقطط والكلاب الضالة.
كما استحالت حدائقه إلى أرض قاحلة مستباحة لكل من هب ودب، بعد أن تخلى عنه أصحابه وانتهت ملكيته
الدفاع عن هذه المعلمة، وصيانة الذاكرة المشتركة لساكنة هذه المدينة التي تعتبر المعلمة جزءا منها، وفي محاولة منهما لإقناع وزارة الثقافة بإعادة الاعتبار إلى قصر الخليفة وترميمه، وإدراجه ضمن قائمة التراث
فالمدينة التي أصبحت تراهن على دعم السياحة لا يمكنها أن تحقق أهدافها دون الاهتمام بالمواقع والمعالم التاريخية لها في الوقت الذي كان بالإمكان تحويله لمزار تاريخي سياحي و متحف يعكس تلك الحقبة الماضية من التاريخ و ينعش ذاكرة الجيل الحالي