مدينة فاس تحتضن مهرجان الموسيقى العالمية العريقة تحت عنوان “فاس ذاكرة المستقبل”
انطلق مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة بفضاء باب المكينة يوم الجمعة 14 يونيو 2019 بإبداع الافتتاح الذي يحمل عنوان “فاس ذاكرة المستقبل” وقد نظم المهرجان تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة محمد السادس، نصره الله، وقد انطلق بحضور عموم الجماهير، وشخصيات وطنية ودولية وازنة؛ كما أنه حضي بشرف رئاسته من طرف صاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة لالة حسناء التي دأبت على دعم هذا المهرجان ومواكبته في طموحاته وخصته بعنايتها وحضورها في كبرى لحظاته.
وقد تميز هذا المهرجان الدولي حضور ومشاركة العديد من الفنانين المغاربة، الذين حضروا بكتافه لتمثيل التراث العربي، الأندلسي، الأمازيغي واليهودي المغربي، وذلك ليبرزوا وليؤكدوا بالملموس التنوع الثقافي المتجسد من خلال تشابك أزقة المدينة القديمة، التي ترمز إلى جغرافية الروح والسفر إلى عوالم غريبة. وهذا راجع بالأساس لكون السفر هو السبب الرئيسي وراء تشكل إشعاع المدينة، من خلال الحجاج والرحل الوافدين عليها، والذين تفننوا في الترويج لها وإثرائها باكتشافاتهم الغريبة. واعتمادا على كل ذلك، فقد تخللت الحفل لوحات للطائفة الصوفية السنغالية ومدينة القدس حيث عاش العديد من رجالات الصوفية الفاسية. وقد شهد نفس الحفل حضور فنانين فارسيين، أرمينيين، تونسيين، فلسطينيين و حتى من سلطنة عمان، وقد أتوا كلهم لإضفاء نكهة خاصة على إشعاع الثقافة الإسلامية والمغربية بمملكتنا الشريفة.
من المفروض أن “مهرجانا بهذا الحجم وبهذه الأهمية ويجب أن يكون متجددا وأن يتطرق للإبداع كلغة حقيقية للألوان الموسيقية التقليدية. فكل لون من هذه الألوان يحكي عن تاريخ هذه المدينة، وعن مدى تجدرها في إرث يجسده وينقله هذا الحفل”. بهذه الكلمات المعبرة لخص منظموا المهرجان أهمية الحفل الافتتاحي الذي يأملون منه إضفاء زخم خاص على باقي حفلات المهرجان.
وبهذا، لقد كان جمهور المهرجان على موعد مع حفل فريد من نوعه، بفضل الحبكة السينوغرافية المتميزة الذي طبعت فترات إعداده. حتى الإعداد الخاص لموقع باب الماكينة سيمكن من الاستغلال الذكي لتقنية “الرسم الخرائطي” والإخراج بشكل عام. بعيدا عن المتاريس الضخمة وتحت حماية البوابة الملكية، ستكون كل لوحة موسيقية زاخرة بمشاهد وصور خلابة، ولن تمس أبدا بجوهر وكنه هذه التقاليد العريقة. وفي إطار السعي لإدماج جمهور المستمعين بهذه العوالم الفولكلورية الحالمة، سيتدخل فنان ليسرد بإيجاز تفاصيل نشأة وصيرورة كل قطعة دون السقوط في السرد المسرحي الصرف، ليترك بذلك المجال للتاريخ للحديث عن نفسه.
بهذا، يكون مهرجان للموسيقى العالمية العريقة قد بلور سعيه الرامي إلى المزج ما بين أهمية هذه الموروثات الثقافية مع الفكرة الشعبية للحفل، وأيضا بإدراج عشرات العروض المقدمة بليالي المدينة القديمة وبحديقة جنان السبيل. وطيلة عشرة أيام كاملة، سيخلق فنانون كبار حوارا مفعما بالحب والفرح ما بين ثقافات العالم. وتلك بحق رسالة كونية، أضيفت للبرمجة الغنية والمحكمة للمهرجان، والتي ستجذب بلا شك العديد من الجماهير والمتتبعين صيف هذه السنة بمدينة فاس.