قال الدكتور مصطفى الكثيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير،بان احياء الذكرى 76 للاحداث التي شهدتها العاصمة العلمية فاس يوم 31يناير1944،واستمرت الى غاية 14 فبراير من نفس السنة،هي استحضار لمحطة تاريخية هامة للكفاح الوطني ضد سلطات الحماية ،والتي يحق لنا ان نحتفي بها باعتزاز كبير ، وهي ذكرى ستبقى حاضرة في اذهان كل المغاربة، وتجسد امجاد المملكة المغربية في كفاحهم المستميت لتحرير وطنهم من ربقة الاستعمار الغاشم.
وأضاف السيد المندوب السامي خلال كلمته ،يوم الجمعة الاخير أثناء احياء هذه الذكرى بالقاعة الكبرى بالبطحاء بفاس ، بأن المغاربة اوفياء لامجادهم،معتزون بوطنيتهم،خصوصا وان المقاومة الشعبية ضد المستعمر ،هي مكون اساسي، وتراث لا مادي وروحي واخلاقي منقوش في ذاكرة كل المغاربة ،كما أكد على ذلك صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وايده في خطابه سنة 2016 بمناسبة عيد العرش ،كما اعتبر تخليد هذه الذكرى لحظة وفاء للمقاومين الذين ذاقوا الوان العذاب والاعتقال، بفعل ردود الفعل الشرسة ،والمؤامرات التي كانت تحيكها سلطات الحماية ضد ابناء هذا الوطن .الا ان التلاحم التام بين المقاومة، والسلطان محمد بن يوسف طيب الله ثراه،افشل كل المؤامرات، ولعبت احزاب :الشورى والاستقلال ،وحزب الاستقلال،وحزب الاصلاح الوطني ،الى جانب كل القوى الحية في البلاد تقف وقفة رجل واحد ضد كل مساومة للسلطات الفرنسية، فاندلعت الاحدات في عدد من المدن كالرباط وسلا،لتصل الى فاس التي عرفت انتفاضة عنيفة بعد اعتقال عدد من الوطنيين ،بتهم ملفقة للتخلص منهم،غير ان كل الأساليب لم تفلح في ثني المقاومة على الاستمرار في الانتفاضة من اجل الاستقلال.
وأشار المندوب السامي ايضا الى وثيقة 11يناير 1944 المطالبة باستقلال المغرب، وهي الوثيقة الموقعة من طرف 66 موقعا يمثلون كل الفئات السياسية والسوسيوثقافية، ومن كل ارجاء الوطن،هذه الوثيقة التي سعت سلطات الحماية بكل الوسائل الى التراجع عنها،الا ان موقف المملكة كان واضحا في هذا الباب ، ولم يرضخ الملك الراحل محمد الخامس طيب الله ثراه ، لسلطات الحماية ،فكانت بداية إشراقة الحرية والاستقلال،بكفاح مرير وتضحيات جسام بين العرش والشعب.
انها دروس وعبر يجب ان نستحضرها للاجيال الحالية والقادمة،لنستشف منها الدروس والعبر،والابعاد والدلالات ،لهذه المحطة التاريخية المجيدة وغيرها من المحطات والملاحم الوطنية الخالدة.
وبالمناسبة ايضا ،نظمت ندوة فكرية بشراكة مع جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، في موضوع:”1944/1912،محطة تاريخية بارزة في تاريخ الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال“
حيث تناول الدكتور سمير بوزويتة ،عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس ،موضوع:”قراءة في مسار تأسيس الكفاح الوطني”،فيما تطرق الدكتور خالد لزعر عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز، الى موضوع:”الحماية الفرنسية على المغرب في الكتابات الألمانية.”فيما تحدث الدكتور عبد الرزاق العبادي مدير المدرسة الوطنية للتسيير، عن المقاومة الفاسية في الكتابات الإستعمارية“.
وفي ختام هذه التظاهرة ،التي ادارفقراتها باقتدار، المندوب الجهوي للمقاومة وأعضاء جيش التحرير، وكان من وراء تنظيمها المحكم اطر وموظفو هذه النيابة، تم منح بطاقتين شرفيتين للاتحاد العربي المقاومين ضحايا الحرب،وتكريم عدد من المقاومين ،وتم توزيع منح على ارامل عدد من المقاومين الذين وافتهم المتردية مؤخرا