الموت يغيب احد ألاهرامات السياسية بالمملكة المغربية السيد عبد الرحمان اليوسفي قائد حكومة التناوب
فاطمة سهلي طنجة المغرب
صبيحة يوم الجمعة 29 ماي توفي عبد الرحمان اليوسفي بأحد مستشفيات الدارالبيضاء عن سن يناهز 96سنة بعد معاناة طويلة مع المرض بعد أن صارع الموت في غرفة الإنعاش ثمانية أيام تباعا
سي عبد الرحمان اليوسفي المناضل والسياسي هو الرجل الوطني الذي مارس السياسية من أجل الوطن يشهد له المغاربة بنقاء يده وبزهده في السياسة والمال، تولى مقاليد الوزراة الأولى بين عهدين، عهد الملك الحسن الثاني رحمه الله، 1998-2002، وعهد خلفه الملك محمد السادس أطال الله عمره يحتفظ المغاربة لهذا الرجل كل التقدير مع ذكريات ومواقف وافكار ينوه بها القاصي والداني، كان رجلا قويا وقوته في صمته انه رجل دولة حكيم غادرواعتزل بعد 2002 وآثر المغرب واستقرار المغرب على نفسه
تميز بالشهامة وهو معارض وبالشهامة عندما اعتزل، وكان كبيرا في عيون كل الناس عاده الملك المفدى محمد السادس المتواضع الكريم في مشفاه بمستشفى الشيخ خليفة بعيدا عن اي بروتوكول بالمرة ،طبع على رأسه قبلة وهي عربون ووسام واعتراف من ملك جليل لرجل دولة من الطراز الاستثنائي، لن تمحوه الأيام أبدا
لن ينسى احد كلامه الواضح النَفَّاذ الصريح وهويستعمل عباراته النبيلة بلغة عربية راقية “إِذَا سَمحَ جلالتكُم، إِذَا تَفضَّلَ جلالتكُم…” ويقول كل شيء بدون حرج بشهامة الكبار
عُرضَتْ عليه مسؤولية الإنصاف والمصالحة وكان في سمو الرقي حِين قال ” أشكُر جلالتَكُم مرَّتين الأُولى على تَشرِيفكم لي والثانِية علَى قبُولكم إعتذاري”كم كان فريدا حقا في كل شيء
عبد الرحمن اليوسفي عاشراصحاب الشهامة والمروءة والعظماء محمد الخامس والحسن الثاني وعبد الله ابراهيم وامبارك لهبيل و المهدي بن بركة وعبد الرحيم بوعبيد وعمر بن جلون وعلال الفاسي و امحمد بوستة وعلي يعتة وبن اسعيد أيت إيدر و الفقيه البصري و أحمد بلا فريج و بوبكر القادري و الهاشمي الفيلالي وعزيز بلال، وهو بذلك لا يمكن الا أن يكون شهما
وشاءت الأقدار أن يدفن في مقبرة الشهداء غير بعيد عن الشهيد محمد الزرقطوني والراحل علي يعتة، لكن جنب يسار الراحل مولاي عبد الله ابراهيم، إنها صدفة الأقدار أول الكبار إلى جانب آخر الكبار
المسيرة النضالية لعبد الرحمن اليوسفي مشرفة ولد يوم 8 مارس 1924، في مدينة طنجة، واشتهر بقيادة حكومة التناوب من 4 فبراير 1998 حتى 9 أكتوبر 2002 ويعتبر أحد المؤسسين لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. حصل على الإجازة في القانون، وعلى دبلوم الدراسات العليا في العلوم السياسية، ودبلوم المعهد الدولي لحقوق الإنسان، ليبدأ مسيرته المهنية محاميا لدى محاكم طنجة من عام 1952 إلى 1960، واختير نقيبا للمحامين في طنجة عام 1959. تولى مهام الكاتب العام المساعد لاتحاد المحامين العرب من 1969 إلى 1990، وتحمل مسؤولية رئاسة تحرير جريدة “التحرير” الصادرة عن حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية. انخرط في العمل السياسي والنضالي عام 1943 وعمره لا يتجاوز عندئذ 19 ربيعا، فانتمى لحزب الاستقلال بالرباط حيث تابع دراسته في ثانوية مولاي يوسف وأسس خلية نضالية. مع نفي الملك الراحل محمد الخامس إلى مدغشقر عام 1953، اهتم اليوسفي بتنظيم المقاومة وجيش التحرير إلى عام 1956، أسس مع المهدي بن بركة ومحمد بصري ومحجوب بن صديق وعبد الرحيم بوعبيد وعبد الله إبراهيم: الاتحاد الوطني للقوات الشعبية المنشق عن حزب الاستقلال عام 1959، وبات عضوا في الأمانة العامة للحزب الجديد من عام 1959 إلى 1967. اعتقل اليوسفي مرات عديدة، منها في ديسمبر 1959 ويوليوز 1963 مع جميع أعضاء اللجنة الإدارية للاتحاد الوطني للقوات الشعبية بتهمة التآمر، وصدر عليه حكم بالسجن سنتين مع وقف التنفيذ، وعفي عنه عام 1965. اختير مندوبا دائما للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في الخارج منذ تأسيس الحزب عام 1975، وعضوا في مكتبه السياسي منذ مؤتمره الثالث عام 1978، وانتخب كاتبا عاما للحزب بعد وفاة عبد الرحيم بوعبيد في 8 يناير 1992. وقبل عبد الرحمن اليوسفي عرض الملك الحسن الثاني بقيادة “حكومة التناوب” من 1998 إلى 2002، قبل أن أعلن اعتزاله العمل السياسي وقدم استقالته من حزبه في رسالة إلى مكتبه السياسي يوم الثلاثاء 28 أكتوبر 2003. وشحه الملك محمد السادس وساما ملكيا رفيعا في مدينة أكادير، وفي فبراير 2003 وشحه العاهل البلجيكي وساما ملكيا أيضا. ودشن الملك محمد السادس سنة 2016 شارع عبد الرحمان اليوسفي بطنجة، الذي يحمل إسم الوزير الأول تكريما له.
ان لله وانا اليه راجعون