أوزود كنز الطبيعة

0
pub top

تعتبر شلالات اوزود من أكبر الشلالات في شمال إفريقيا بعلو يتراوح بين المائة والعشرة أمتار. الأولى في المغرب والتانية في إفريقيا بعد شلالات فيكتوريا المتواجدة في زمبابوي.
ليس ببعيد عن المصب تتواجد منابع تابونوت الصبيب الذي يفجر واد أوزود بكمية هائلة من المياه العذبة التي تنعش الفؤاد وتروي عطش الزائرين…

إن مصطلح أوزود في معناه اللغوي والمشتق من اللغة الأمازيغية يعني أشجار الزيتون! بمعنى “أوزو” والتي تعني شجرة الزيتون في طور النمو! والمعنى الآخر الذي له صلة الإرتباط بطحونة المياه المتواجدة أعلى الشلال بتركيبتها المعقدة والفنية الصنع… التي مازالت ولازالت تضفي بصمتها في طحن الحبوب الذي يأتي بها جل الساكنة المجاورة… فمصطلح” إيزيد” بالأمازيغية أيضا يعني ” الدقيق او الطحين”
إذن فكلمة أوزود وأوزو وأخيرا إيزيد تنسج فيما بينها تحفة عروس أمازيغية جميلة بألوانها الزاهية…

إن ما يجعل منها وجهة سياحية تستقطب ألاف السياح المغاربة وكذا الأجانب هو تواجدها ضمن سلاسل جبال الأطلس الكبير… التي تبعد عن المدينة الحمراء بحوالي ثلاث ساعات ومايقارب المائة والستون كيلومترا… وتعتبر مدينة أزيلال (عروسة الأطلاس ) المدينة الأقرب إليها بحوالي أربعون كيلومترا ومايناهز نصف ساعة…
إن موقعها الجغرافي والإيكولوجي الذي يزخر بتروات طبيعية يضفي عليها جمالية تسر الناظرين… وتخلق حماس الإستكشاف لدى الزائر للتمتع بمواقعها السياحية… على سبيل المثال مغارات إمن إيفري العظيمة التي كانت في ما مضى مستنقع يعج بالكواسر والديناصورات …خصوصا المتواجدة حاليا في قرية إيواريضن كما هو الحال بالنسبة للهضبة السعيدة والرائعة أيت بوكماز بإيباقليون…

من جهة أخرى نجد سد بين الويدان الذي يلعب دورا كبيرا في تمديد جل المناطق القريبة بالطاقة الكهربائية وكذا السمكية …
كل هاته المواقع الجغرافيا المتميزة على الصعيد الوطني والتي أصبحت ضمن محمية جيوبارك مكون الترواتية أضحت قبلة تستقطب الناس من كل فج عميق…

وليس ببعيد عن شلالات أوزود هنا تكمن قبلة جديدة.! قبلة شاهدة عن تاريخ عظيم
قبلة المعتر الفقير ،والسقيم والقوي… إنها زاوية تناغملت… مهد العلاماء والفقهاء والمحدثين…
والتي أسست على يد سيدي موسى بن يعقوب البوكمازي مع بزوغ القرن الخامس عشر. التلميذ النابغة الذي تعلم على يد الشيخ سيدي سليمان الجزولي…

من هذا وذاك تبقى شلالات أوزود مع مر العصور تتحف زوارها الكرام بجمالها الحوري! وحلة عشقها اللامنتهي.

 

بقلم: عواطف بوستاويل

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.