جنرالات الجزائر تستدعي سفيرها بمدريد ردا على الموقف التاريخي لإسبانيا من ملف الصحراء المغربية

0

 

أثار الموقف الإسباني الجديد بالاعتراف بالمبادرة المغربية للحكم الذاتي كحل جدي وواقعي وذو مصداقية في تسوية نزاع الصحراء المغربية، صدمة في الجزائر، حيث قرر نظام الرئيس عبد المجيد تبون استدعاء سفيره بمدريد من أجل التشاور، وذلك بأثر فوري.

 

وأفاد بيان لوزارة الخارجية الجزائرية، اليوم السبت، أن “السلطات الجزائرية التي اندهشت من التصريحات التي صدرت عن أعلى السلطات الإسبانية بخصوص ملف الصحراء الغربية، وتفاجأت بهذا التحول المفاجئ لموقف القوة المديرة السابقة للصحراء الغربية، قد قررت استدعاء سفيرها بمدريد للتشاور بأثر فوري”.

 

وتماشيا مع موقف النظام الجزائري، شنت مختلف وسائل الإعلام الجزائرية المقربة من النظام، حملة ضد الحكومة الإسبانية بسبب موقفها الجديد، حيث وصفت بعض الصحف بأن رسالة بيدرو سانشيز إلى الملك محمد السادس تمثل “خيانة للعلاقات الإسبانية الجزائرية”.

 

وعلى غرار قصر المرادية، شكل التحول التاريخي لموقف مدريد من ملف الصحراء، ضربة موجعة لانفصاليي “البوليساريو”، لتنضاف بذلك إلى سلسلة من الهزائم التي مُنيت بها الجبهة، ومن ورائها النظام الجزائري، عقب اعتراف مجموعة من الدول الكبرى بمبادرة الحكم الذاتي وفتح 22 قنصلية بالصحراء.

 

فبعد الموقف الأمريكي الذي اعترف بسيادة المغرب على أراضيه الصحراوية، وبعده الموقف الألماني الداعم لمقترح الحكم الذاتي كحل عادل وسلمي للنزاع، وهو نفس الموقف الذي تتبناه فرنسا وعدد من الدول، جاء الموقف الإسباني ليشكل ضربة موجعة لأحلام جنرالات الجزائر.

وفي نوع من التحريض ضد الحكومة الإسبانية، دعت جبهة “البوليساريو” الانفصالية في بلاغ مليء بعبارات الصدمة والاستغراب، القوى السياسية الإسبانية وكافة شعوب إسبانيا، بالضغط على الحكومة الإسبانية لتصحيح ما أسمته بـ”الخطأ الفادح”، وفق تعبيرها.

 

وشكل الموقف الجديد لإسبانيا باعترافها، رسميا، بالمبادرة المغربية للحكم الذاتي كحل واقعي وجدي وذو مصداقية لنزاع الصحراء المغربية، تحولا تاريخيا للجارة الشمالية للمملكة، بإعلانها موقفا واضحا وصريحا عكس ما كانت تنهجه سابقا، وهو ما يؤشر على انتصار الديبلوماسية المغربية التي غيّرت من سياستها تجاه مدريد مؤخرا.

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.