فاطمة سهلي
أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، أن العلاقات بين المغرب وأذربيجان عرفت تطورا ملحوظا ومطردا وفق تطلعات قائدي البلدين صاحب الجلالة الملك محمد السادس وفخامة الرئيس إلهام علييف كما أشاد المغرب وأذربيجان، بعلاقات التعاون الثنائي المتميزة، وأكدا إرادتهما المشتركة لفتح آفاق جديدة من أجل شراكة مثمرة تعود بالنفع على البلدين
وقال السيد بوريطة، في كلمة افتتاحية خلال ترأسه أشغال الدورة الثانية للجنة المشتركة للتعاون الثنائي المغرب-أذربيجان، بشكل مشترك مع نظيره الأذري جيهون بايراموف، إن “علاقات بلدينا عرفت تطورا ملحوظا ومطردا بفضل توجيهات قائدي البلدين جلالة الملك محمد السادس وفخامة الرئيس إلهام علييف، واستثمار الثقة المتبادلة والروابط الثقافية التي تجمع البلدين”.
وأضاف أن “القيادة المتنورة سمحت لبلدينا بتحقيق نمو أكبر في شتى المجالات، وهو ما أتاح نسج علاقات ثنائية ترتكز على القيم المشتركة على أساس الاحترام المتبادل والالتزام والتشبث بمبادئ السيادة الوطنية والشرعية التاريخية”.
وسجل أن اجتماع اليوم يشكل فرصة متجددة لتعزيز التزام البلدين بتوطيد العلاقات الثنائية واستشراف مجالات أساسية يمكن لهما التعاون فيها وتقاسم تجاربهما الفضلى، معتبرا أن الدورة الثانية للجنة المشتركة للتعاون الثنائي تمثل فرصة لتبادل الأفكار وبحث الصيغ الكفيلة بإرساء تعاون مثمر وشراكة واعدة في مجالات متعددة.
وأكد الوزير أن أشغال هذه الدورة تشكل مناسبة لتقييم إمكانات الاستثمار في البلدين وفتح مسارات تعاون واعد في مشاريع تهم قطاعات استراتيجية جديدة وتبادل الخبرات والممارسات الفضلى، وأيضا توطيد آليات التبادل الثقافي من خلال دعم الطلبة والباحثين عبر رفع عدد المنح.
كما يشكل هذا الاجتماع، يضيف السيد بوريطة، محطة أساسية لإطلاق تعاون ثلاثي مع الدول الإفريقية يتيح لإفريقيا الاستفادة من الخبرة الأذرية، إلى جانب النهوض بالتعاون الثنائي في القطاع السياحي عبر تأمين الرحلات الجوية المباشرة وتيسير منح التأشيرات.
وأشار الوزير إلى أن وكالة الاستثمارات وتنمية الصادرات ستنظم منتدى اقتصادي لإعطاء زخم للشراكة الاقتصادية الثنائية ومنح فرصة للمقاولين والفاعلين الاقتصاديين في البلدين لإرساء شراكة ثنائية واعدة.
وأبرز أنه سيتم بهذه المناسبة التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون ومذكرات التفاهم في مجالات اللوجستيك والطاقة والبيئة والتنمية المستدامة والشغل والصحة، إيذانا بفتح مسار واعد لتعزيز فرص التعاون الثنائي.
ويعد منتدى الأعمال المغربي الأذربيجاني، فرصة لتعزيز الروابط الاقتصادية بين البلدين، والذي سيجسد أهمية هذه العلاقة الواعدة
و إرساء افاق تعاون ثلاثي، يعود بالنفع على البلدان الإفريقية الشريكة. وتندرج هذه المبادرة في إطار التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، التي تضع إفريقيا والتعاون جنوب – جنوب في صلب السياسة الخارجية للمملكة
من جانبها، تبدي أذربيجان اهتماما متزايدا بتطوير علاقاتها مع القارة الإفريقية، مما يفتح الطريق أمام فرص ذات منفعة متبادلة للأنشطة ثلاثية الأطراف المزمع تحقيقها
وجرت المباحثات خلال أشغال هذه الدورة في جو يطبعه التفاهم والصداقة، مما يعكس العلاقات الممتازة بين المملكة المغربية وجمهورية أذربيجان’
وكان المغرب من بين البلدان الأوائل التي اعترفت باستقلال أذربيجان في دجنبر 1991. وفي السنة الموالية، أقام البلدان رسميا علاقات دبلوماسية أسست لعلاقة مستدامة ومثمرة
وفي سنة 2007، عينت أذربيجان أول سفير لها مقيم بالرباط. وفي 2008، اتخذ المغرب خطوة مماثلة من خلال تعيين أول سفير له في باكو. وقد عززت هذه المبادرات التزام البلدين بتكثيف روابطهما السياسية وتعزيز شراكتهما الاقتصادية
ومع توالي السنوات، بلغت العلاقات بين المغرب وأذربيجان مستوى متميزا، اتسم بالتضامن والثقة والاحترام والدعم المتبادلين بخصوص القضايا ذات الاهتمام المشترك، ما أثمر تقاربا حقيقيا في وجهات النظر حول رسوخ مبدأ حماية سيادة الدول ووحدتها الترابية، وهو ما يشكل مرتكزا أساسيا في الحفاظ على السلام والاستقرار في منطقتيهما
السابق بوست