
تحت شعار العبقرية الملكية، ربع قرن من مشاريع التنمية وأوراش التحديث والإشعاع العالمي:
ملتقى الثقافة العربية بخريبكة يحتفي بعيد العرش المجيد.
عبدالله الفادي.
في سياق ثقافي متجدد، أعلن منتدى الآفاق للثقافة والتنمية عن تنظيم الدورة التاسعة من ملتقى الثقافة العربية، والذي يأتي هذه السنة في حلة متميزة، تخليدا لعيد العرش المجيد، وتحت شعار دال ووطني،
“العبقرية الملكية: ربع قرن من مشاريع التنمية وأوراش التحديث والإشعاع العالمي”.
ومن المنتظر أن تحتضن مدينة خريبكة فعاليات هذا الحدث الثقافي البارز، خلال الفترة الممتدة من 28 يوليوز إلى 7 غشت 2025، بمشاركة باحثين ومفكرين من داخل المغرب وخارجه، في إطار لقاءات علمية وفكرية تروم ملامسة مسار التحول التنموي الذي عرفته المملكة في عهد جلالة الملك محمد السادس.
ويعد منتدى الآفاق للثقافة والتنمية من أبرز المبادرات الثقافية التي نشأت من رحم المجتمع المحلي بخريبكة، حيث تأسس سنة 2013 على يد الشاعرة والفاعلة الثقافية ياسمين الحاج، التي تترأسه منذ انطلاقته، وقد استطاع المنتدى أن يتحول إلى منبر للحوار الفكري والتبادل الثقافي، عبر برامجه المنتظمة ومشاركاته النوعية، حتى غدا ملتقى الثقافة العربية أحد أبرز محطاته السنوية.
كما عمل المنتدى وما زال على تدوين مسار أدباء بارزين، والاحتفاء بهم وتكريمهم بالشكل الذي يليق بقيمتهم، كما كان الحال خلال آخر دورة مع الأستاذة “خناتة بنونة”
وإلى جانب أدواره الفكرية والثقافية، يضطلع المنتدى كذلك بدور ريادي في الدبلوماسية الثقافية الموازية، من خلال انفتاحه المستمر على محيطه العربي والإقليمي، وتثمينه للعلاقات القوية التي تجمع المغرب بعدد من الدول العربية الشقيقة والصديقة، كما لا يتوانى المنتدى في الدفاع عن القضايا الوطنية الكبرى، وعلى رأسها الوحدة الترابية للمملكة المغربية، عبر جعل قضية الصحراء المغربية محورا ثابتا في نقاشاته ومداخلاته الثقافية والإعلامية، داخل المغرب وخارجه.
ويواصل المنتدى هذا المسار، ويحقق نجاحات ملحوظة بإمكانيات مادية محدودة، بات من الضروري مراجعتها بما يتماشى مع حجم الأدوار التي بات يضطلع بها في المشهد الثقافي الوطني والدولي.
وقد حدد المنتدى جملة من المحاور التي ستؤطر أشغال هذه الدورة، في مقدمتها:
المحور السياسي: يتناول قضايا التجديد الدستوري، قراءة في دستور 2011، وملف الصحراء المغربية من خلال أدوار الدبلوماسية الرسمية والموازية.
المحور الاقتصادي: يسلط الضوء على منجزات المملكة في مجالات البنية التحتية، الطاقات المتجددة، وتحولات نموذج الثروة الوطنية.
المحور الاجتماعي: يتناول الإنجازات في ميادين الصحة والتعليم، وتحديات إصلاح مدونة الأسرة.
المحور اللغوي والثقافي:
يناقش التعدد اللغوي بالمغرب، وبخاصة موقع الأمازيغية في السياسات العمومية، إلى جانب قضايا الهوية والفكر المعتدل.
المحور الديني: يركز على جهود المغرب في ترسيخ نموذج ديني وسطي ومقاومة التطرف.
بهذه المبادرة، يرسخ منتدى الآفاق حضوره في الساحة الثقافية الوطنية، ويوسع آفاق النقاش حول تجربة مغربية فريدة في التحديث السياسي والاجتماعي، قوامها الاستقرار والتدرج في الإصلاح.
كما تواصل رئيسة المنتدى، الأستاذة ياسمين الحاج، تأكيد الالتزام، على الانفتاح على مختلف الروافد الفكرية، وجعل الثقافة رافعة للتنمية، وآلية للدفاع عن القضايا الوطنية في المحافل الفكرية، وفي مقدمتها مغربية الصحراء، معتبرة أن الملتقى هو فضاء مشترك بين الجميع وملك لكل أبناء مدينة خريبكة يفوح عطره لكل البقاع.
