من تنظيم مؤسسة الانماء ومؤسسة المغرب العربي بريس : المناظرة الرابعة في الاعلام .

0

جهة بني ملال خنيفرة/ إدريس العادل
في محطتها الأولى ،كانت مدينة ابي الجعد موطن الزاوية الشرقاوية، على موعد مع فعاليات المناظرة الرابعة للاعلام،التي نظمتها مؤسستا الانماء ،والمغرب العربي بريس ،تحت شعار :”الاعلام الثقافي قاطرة لمد جسور التعاون والتفاهم الاقتصادي والحضاري بين الشعوب الإفريقية .” دورة الفقيه العلامة محمد السموني .
و بحماس كبير وبحضور شخصيات وازنة من الأساتذة و الدكاترة والاعلاميين ،وفعاليات من المجتمع
المدني بالمدينة ،استقبل ابناؤها ، ضيوفهم الوافدين عليها و المشاركين في هذه المناظرة التي اختارت هذه الجهة :(جهة بني ملال خنيفرة ،)ومدينة الشرفاء أبي الجعد ،ومدينة بني ملال لتكونا محطتين هامتين.

مدينة ابي الجعد ،مدينة السلام ،هي اللافتة التي حملها تلامذة المدرسة الحسنية (براعم السلام)، بساحة بوعبيد الشرقي ،قبالة درب الشيخ ،وهي المدرسة التي تأسست سنة 1946،وبداخلها تم ترديد النشيد الوطني الخالد من طرف الحاضرين من ابناء المدينة ومنظمي هذه التظاهرة العلمية والدينية الذين جاؤوا للاحتفال بذكرى الفقيه العلامة محمد السموني ،واستحضار المحطات الهامة التي عاشتها المدينة والدور الذي لعبته في تاريخ المغرب.


حيث القى الاستاذ محمد الناصري الشرقاوي ،رئيس مؤسسة الفقيه الحبيب الناصري الشرقاوي للفكر والتراث بمدينة أبي الجعد ،كلمة بالمناسبة استعرض فيها تاريخ هذه المؤسسة العريقة ومؤسسها الذي لعب دورا هاما في نشر العلم والمعرفة بالمدينة.
بعدها ، توجه الوفد بعد استعراض الفرقة النحاسية ، الى ضريح الولي الصالح ابو عبيد الله امحمد الشرقي ،هذا الضريح الذي يضم :مسجد الشيخ ،وولي الله سيدي احمد المرسي،وولي الله سيدي عبد القادر بن امحمد ،وولي الله سيدي المالقي بن احمد ، وللا اميرة بنت سيدي امحمد ،والقبة المحمدية ،بالاضافة الى قاعتين الأولى للصلاة والثانية للندوات والمجالس العلمية.


وبعد هذه الزيارة الروحانية التي استمتع فيها الحاضرون بنفحات دينية ترحما على الولي الصالح،ادى الوفد صلاة الجمعة بمسجد الشيخ ،بعدها اقام ابناء المدينة حفل استقبال رائع على شرف المشاركين في المناظرة بحضور ثلة من المسمعين الشباب الذين ابدعوا في الذكر والصلاة على النبي سيدنا محمد صلوات الله عليه.
هذه النفحات الدينية و الروحانية ميزت الفقرة الصباحية ،لينتقل الحاضرون الى مقر جماعة أبي الجعد،لاستكمال البرنامج العلمي الذي اشتمل على كلمة اللجنة المنظمة التي القاها المدير العام لمؤسسة الانماء الزميل عبد الفتاح إدريسي بلقاسمي ،شكر فيها كل شرفاء مدينة ابي الجعد على حفاوة الاستقبال ،مضيفا الى ان اختيار مدينة ابي الجعد له دلالته ،باعتبارها ارض الشرفاء الذين كان لهم دور بارز في تاريخ المغرب.

وذكر بالمناظرات الثلاث التي نظمتها المؤسسة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه.
اما كلمة المجلس الجماعي لأبي الجعد فقد اسهب في عرضه متطرقا الى الفقيه العلامة محمد السموني كرائدفي العلم والثقافة والسياسة ،ولعب ادوارا في المقاومة ضد الاستعمار الذي جثم على المملكة.
وقدم الاستاذ شرف الدين اسموني الشرقاوي ابن المحتفى به ،شخصية الدورة:” المرحوم العلامة محمد السموني الشرقاوي” ،مستعرضا حياته من الولادة التي كانت سنة 1899بمدينة أبي الجعد ،حيث ترعرع في بيئة العلم والتصوف والورع التي اسسها جده الولي الصالح ابو عبيد الله محمد الشرقي الذي اسس الزاوية الشرقاوية في القرن السادس عشر الميلادي،والتي أشرف على استمراريتها ابناؤه واحفاده ،وجعلوها منارة للتعلم والتدين يحج اليها طالبوا العلم من مختلف المدن المجاورة.
والعلامة محمد السموني الشرقاوي ،يضيف الابن البار ،حفظ القران الكريم ،ودرس الفقه و التفسير وسيرة الرسول الاعظم ،بعد ذلك التحق بجامعة القرويين اقدم جامعة في العالم ،وحصل على العالمية التي تعد اعلى شهادة في ذلك العصر.


وعاد العلامة الى مسقط راسه أبي الجعد ،وشرع يدرس الطلبة في المساجد بعد صلاة الفجر ،وبين العشائين ،واستطاع بذلك ان يكون من طلبته نواة لهيئاة التدريس في المؤسسة التي راودت حلمه انشاء اول مدرسة عربية تنافس مدارس المستعمر الفرنسي ،وتزرع روح الوطنية والتضحية في شباب المدينة للمطالبة بالاستقلال،واكترى لذلك منزلا استعملت غرفه اقسام بدون طاولات او كراسي ،ومع مرور الوقت تعددت هذه الدور ،وتم تجهيزها الى ان تمكن العلامة من بناء مدرسة على أرض تبرع بها احد الميسورين بالمدينة ،وشارك في بنائها ساكنة المدينة من خلال لجنة خاصة قامت بعملية اكتتاب لهذا المشروع الذي اصبح لا يقتصر على التعليم عند الشهادة الابتدائية ،بل أصبح بإمكان التلاميذ الحصول على الشهادة الاعدادية.وبعد هذا العمل النضالي والوطني ،وبعد صراع مع المرض ،اسلم العلامة محمد السموني الشرقاوي ،الروح الى بارئها في 04ماي 1962.

وبعد هذا التقديم ،حول الدكتور ابراهيم اقديم ، رئيس الجلسة العلمية الخاصة بمحور الاعلام والثقافة الروحية وحوار الحضارات ،والدكتور اقديم للتذكير ، هو نائب سابق لرئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس،وعميد سابق لكلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس فاس،الذي ادار الجلسة باقتدار كبير ، الكلمة للدكتور محمد الدريج الذي قدم قراءة دقيقة في كتاب الصوفية والسياسة امام مؤلفه الدكتور محمد بن العربي الشرقاوي ،حيث ابدى الدكتور الدريج ملاحظات حول هذا الكتاب الهام ،حيث اجاب عليها المؤلف ،موضحا بأن الأطروحة تزاوج بين السياسة والصوفية وتعد مرجعا في هذا الباب.
بعد ذلك تم تقديم لوحات بريشة فنانين تجسد صورة المحتفى به الذي حملت الدورة اسمه ،وابى المنظمون مؤسسة الانماء ،والمغرب العربي بريس للصحافة وكل الشركاء ، الا ان يقدموا هدايا للشرفاء الشرقاويين تخليدا لهذا الحدث العلمي والاعلامي والثقافي المتميز. و،من بينهم الاستاذ محمد اسموني نائب المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية الذي ساهم الى جانب اطر مغربية في تطوير قطاع النقل السككي ،وشرف الدين ابن محمد بن العربي الشرقاوي الإطار الوطني ، ومؤلف كتاب السياسة والصوفية ، وسعيد الناصري الذي بذل مجهودات كبيرة الى جانب كل الشرفاء الشرقاويين ، من اجل انجاح هذا العرس الثقافي الكبير الى جانب كل الذين ساعدوا في هذه المهمة.


وتركت الزيارة العلمية والثقافية والدينية اثرا بليغا في نفوس ساكنة مدينة ابي الجعد وكل المشاركين في فعاليات المناظرة الرابعة للاعلام.
وقبل رفع هذه الجلسة تم الاعلان بمقر مجلس الجماعة على تأسيس مؤسسة الفقيه السموني للتراث الديني والفكري والثقافي بمدينة أبي الجعد.

المحطة الثانية :مدينة بني ملال

   

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.