تعتبر مدينة ميلانو من مدن الزاهية بشمال إيطاليا ، المدينة الاقتصادية بدون منازع ، بضواحيها توجد زهرة الشمال مدينة “رو” التي تعج بالمشاريع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، تتميز هذه المدينة، بتعايش كل الجالية الإسلامية من بينها المغرب و تونس ومصر والجزائر بالإضافة إلى السنغال والباكستان ، هذه الفسيفساء جعلت من المدينة قمرا منيرا يشع احترافا على مستوى الاداء المدني لمختلف الفاعلين الجمعويين هناك .
وإيمانا منها انخرطت جمعية الرابطة الثقافية الإسلامية الإيطالية العربية في مدينة “رو” في برامج تنموية ثقافية و اجتماعية، من أجل كسر كل الحواجز بين مختلف الجاليات المقيمة و اصحاب الارض ،الشعب الإيطالي المضياف . وتعتبر الرابطة السالفة الذكر من بين الجمعيات الرائدة التي تمثل الجالية أحسن تمثيل ،خصوصا في البرامج التي تعمل على تنظيمها السلطات المحلية بالمدينة.
تأسست الرابطة سنة 1998م ومع تعاقب المكاتب المسيرة في التخطيط و التدبير ، استطاعوا و بوسائل ذاتية أن يشتروا مقرا للجمعية، معتمدين على مساهمات ذاتية لمرتادي مركز الرابطة ، في غياب أي مدعم رسمي بعيدا على اي شراكات مع الوزارات الوصية للوطن الأم . هذا الأخير (المركز) يعتبر استثنائيا بكل المقاييس حيث تبلغ مساحته ما يزيد 2500 متر مربع ، تم اقتناؤه بإمكانيات ذاتية فاقت 6 ملاين درهم، تم تجديده بالكامل و تجهيزه ليكتمل مبلغ 9 ملايين درهم كتحدٍّ خارق للعادة في ميدان التربية و التكوين و العبادة، يتكون مقر الجمعية من عدة مكاتب للإدارة و مقرا للإمام و قاعة كبيرة للنساء مزودة بكل الخدمات التي تتسع لأكثر من 300 شخص ، تليها قاعة للرجال تتسع لألف و ما يزيد ، يرفع فيها الأذان و تقام فيها صلوات الفرض و السنن من نوافل و تراويح رمضانية ، و بين الفينة و الأخرى حسب برنامجهم المسطر تقام ندوات للإرشاد و الموعظة و تكوينات مختلفة ألوانها ..كما يحتوي المركز على مدرسة في الجانب الشمالي تحتوي على خمسة حجرات ومطبخ جانبي مجهز بكل تفاصيله من اجل مساعدة الكل في إقامة مناسباته العائلية من عقيقة و اعرس و غيرها … المركز في وسطه ساحة كبيرة مكشوفة يستغلونها للعديد من الأنشطة للكبار و الصغار ، فيما لاتزال الأشغال قائمة و لم تنتهي لحدود كتابة هذه الأسطر من اجل رفاهية و رقي و اداء محترف عبر الزمن ، في هذا الصرح الكبير هناك طاقة بشرية مهمة يعتمد علها المركز في التربية و التعليم بلغت سبعة اطر محترفة تعلم ابناء الجالية لغة الضاد، و سبعة رجال أُخر تعتمد عليهم الرابطة من اجل التسيير و التأطير و التواصل و التربص لشراكات و تنفيذا للمخططات .
من بين الطاقات الواعدة التي تستقبلك بحفاوة انطلاقا من الباب الأمامي للمركز نجد سعيد اخريف إمام وخطيب المسجد الرجل الدائم الابتسامة يحمل على عاتقه منهج وسطي لتحسيس و التوعية وإرشاد رواد مسجده . بقلب الادارة تجده دائم التواجد انه الرئيس التنفيذي قدوري بوزكري الذي يحب كل المبادرات و يشجع لكل الشراكات التي تعمل على الرقي بالأداء المدني و تعود بالنفع على محبي و منخرطي الرابطة ، اذا سألت عن المسهل و المتواصل الجيد تجد ممدوح عبد الخالق من مصر الشقيقة يعبر دوما عن حبه للمغرب و المغاربة ، يعتبره الجميع دينامو نشيط داخل هذا التنظيمً خصوصا و إتقانه فن التواصل و الترافع مع السلطات المحلية في المدينة الغراء .
وهبي صالح هو الآخر المعول عليه في التغيير الإيجابي افاد في تصريح للجريدة على أن الجمعية تسعى إلى تحقيق مجموعة من الأهداف عن طريق إبرام شراكات تعود بالنفع على الجالية المغربية و العربية القاطنة بنفس المدينة ، كما يناشد كل المصالح الحكومية المغربية خاصة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية و ووزارة الهجرة و وزارة الشباب والرياضة وكذا وزارة المجتمع المدني والعلاقات مع البرلمان بزيارات الى الديار الإيطالية للاطلاع عن كثب الى ما يسعون اليه جميعا من تنمية و تقوية الاداء و الاحتراف في التأطير و التنظير ، كما يطمح الى شراكة فعلية ترمي إلى تكوين الائمة واساتذة التربية و التكوين ، ومؤطري المخيمات الصيفية و تكوينات في التسيير الإداري المالي و شيئا من الديمقراطية و التشاركية و السياسات العمومية و الترافع كل ذلك للرقي و الاحتراف في الاداء .
في مدينة اخرى مجاورة و بنفس الوثيرة و الحماس كان هناك السعيدي العروسي رئيس المركز الإسلامي ‘لنيانو ‘ الذي يخطو بخطوات الرابطة بالنقطة و الفاصلة ، و يتوخى بدوره زيارات متوالية للحكومة المغربية للنظر في مصير جالية خصوصا الجيل الاول التي تناسل و انجب معمرون في الارض ، أصبحت لهم ثقافتين و هًويتين وجب الوقوف وقفة تأمل في مستقبلهم و العودة بهم تربية عربية مغربية أصيلة ، و دراسة خطاهم التمدرسية و تكريس حبهم للبلاد و التشبع بالثقافة التراث المغربي .
وفي الاخير تبقى الجالية العربية عامة والمغربية على وجه الخصوص بإيطاليا طاقات متجددة كلهم حيوية ونشاط ينتظرون إخراج هذه المطالب إلى حيز الوجود بإيمان محمد و يقين يعقوب و حكامة يوسف و تدبير سليمان عليهم ازكى الصلوات و السلام .