حين قالها … وانطفى
حين قالها … وانطفى
قالها … واختفى
كأنه ومضة برق
لم أتمكن من تبين ملامحه
ولا من التعرّف عليه.
اختفى
ولم يبق إلا صدى كلمات
تتهاوى متقطعة
في عباب جرح يأبى أن يلتئم:
“لما يكون الحب أقوى من القدر… ينمحي الزمن.”
كأنه أتى
ليؤكد عبث الرجاء،
ويُعلن نضوب الأبجدية
من حروف الحياة.
أبواب فتحت
وأخرى أغلقت…
دخلت أطياف مبتسمة،
وخرجت أطياف متجهمة.
اهتزت أغصان شجرة الكرز،
تساقطت بتلاتها
وقبل أن تمس الأرض
اختطفتها ريح
نفخت نبضاتها
کرفرفة طيور عائدة
من فصل الثلوج،
هاربة من مشاتل الرعب.
توقف تدفق الأحلام
التي طال موعد انطفائها،
وصاح غراب
لعله ينعي حُجّة الانتظار.
دارت الرحى
وتحرّر انهمار الماء الحبيس
وتراجع حامل السلالم
حين انهارت السواري….
ومن كُوّة في السماء
أطل غبار
كان يوما ذا فصاحة وبيان
لكن الحناجر جفت
ولم يسمع النداء.
قصرت اللحظات
التوث على أعناق نفسها،
وتقاطرت عصارة لعنات من رماد.
انشقت الآمال،
ونفتت صهيرًا
يمحو البياض
فلم تعكس المرايا
أشعة النجوم،
ولا صفحة الغدير
ظلال العابرين
ولا وجنتا الحسناء
نور العائدين،
ولا عيناها
عشق المريدين.
هوت الصخرة….
أغلقت الأبواب من جديد،
ومنع الصوت والنور من النفاذ.
غابت أسرار مولد التجاعيد
وانكسر رنين الأثير
على بلور ذكريات
كادت أن تكون…
وتصبب العرق
منذرًا بنهاية المطاف
،
ومبشّرًا بأن الوعد حق.
وكالبرق إذا خفق
انقلع القلب
وانهار الفكر…
إلا من صدى أنين
في عباب الجحيم.
عبد اللطيف زكي
لاروش، في 17 أبريل 2025